إنها ظاهرة موجودة في حياتنا اليومية اشتكى منها الكثير وتغلب عليها الصابرون ساهم في ظهورها بشكل سريع وفعال رتابة الحياة الاجتماعية والعملية، حيث تخلو في أغلب الأحيان من التجديد والتغيير.
انها ظاهرة الملل الذي يولد مع الإنسان ويشاركه في كافة شؤون حياته اليومية وفي الحقيقة ان أسباب الملل كثيرة ولكن يكفي من القلادة ما حاط بالعنق ولعل من أبرز هذه الأسباب:
أولاً: الذنوب والمعاصي لها دور كبير في شعور الإنسان بالملل وضيق النفس فقد قال الله تعالى {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}
ثانياً: الاستمرار على نهج واحد في العمل يؤدي الى الملل الدائم فيه.
ثالثاً: الفراغ القاتل في حياة الإنسان احد أسباب الملل ولله در الشاعر عندما قال:
لقد هاج عليك الفراغ شغلاً
وأسباب البلاء من الفراغ
|
رابعاً: عدم الاحساس بقيمة الوقت فهو أثمن شيء في هذه الدنيا والوقت كما قالوا هو الحياة وهو بلا شك أمانة في أعناقنا فقد خلقنا الله لعبادته وحده لا شريك له وهذا يتطلب ان تكون حياتنا كلها له كما قال سبحانه وتعالى {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (162) )لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (163) } والإسلام لم يغفل عن علاج هذه الظاهرة حيث جعل باب العبادات واسعاً يستطيع المسلم ان يفرق منها ما يناسبه فالكثير من العبادات فيها تجديد مثلا الصلاة والصوم والذكر هذا من جانب الشعائر التعبدية، أما من ناحية المباحات فالشريعة الإسلامية تحث على الرياضة مثل ركوب الخيل والرمي والسباحة وغيرها من المباحات ولا شك ان علاج الملل راجع للإنسان نفسه قال تعالى {بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ) (14)
)وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ) (15)
والتغييروالتجديد بدون ادنى شك يبدأ من عند الإنسان قال تعالى {إنَّ اللّهّ لا يٍغّيٌَرٍ مّا بٌقّوًمُ حّتَّى" يٍغّيٌَرٍوا مّا بٌأّنفٍسٌهٌمً} ويجب عليه كسر هذا الملل بالوسائل المشروعة التي تجدد الروح وتقوي نشاط الجسد وذلك بشرط عدم تعارضها مع عقيدتنا الإسلامية وتقاليدنا الأصيلة ومما يساعد على القضاء على الملل المحافظة على الأذكار والأدعية والإكثار من تلاوة القرآن الكريم فإن لها دوراً كبيراً في طرد الملل من النفس قال تعالى {أّلا بٌذٌكًرٌ اللّهٌ تّطًمّئٌنٍَ القٍلٍوبٍ} والإنسان الناجح في حياته هو من يستطيع التغيير والتجديد من شكل حياته العامة والخاصة وبالتالي يطرد الملل من نفسه بل لا يجد الملل عليه طريقاً ولا الى نفسه سبيلاً.
|