خلال التعديل الوزاري الأخير، في أواخر صفر 1424هـ، كنت خارج البلاد، وبعد عودتي لم يتح لي أن أقول كلمة عمن ينبغي أن يذكروا، ولعل في مقدمتهم الدكتور ناصر السلوم، الذي كان يشغل مركز وزير المواصلات، وأخذت أتحين الفرص، علّي أكتب كلمات في نفسي.! وحال المراكز كحال الحياة والناس، قد يخرج من مركز رئيس مهم، فيفرح شرائح من الناس، لأن الذي كان يشغل هذا المركز أو ذاك، ليس أهلاً لما ولّي.. أنا أعترف أن عيوب الانسان كثر، غير أني أركز على الأخلاق، فهي مقياس للانسان السوي، ويأتي منه الخير، وصدق الشاعر أحمد شوقي القائل: «صلاح أمرك للأخلاق مرجعه».!
* إذاً يفرح الناس لخروج إنسان غليظ، غير عادل، فيه كبر، لا يسمع لشكاوى الناس، ظالم.! كما يأخذون في ذكر محاسن الانسان الذي يخرج من الوظيفة، لأن له حسنات وأخلاقيات يذكر بها، فيشكر ويثنى عليه، لأنه ترك آثاراً لا ينكرها منصف.!
* وخلال قراءتي للعدد الجديد من مجلة - النقل والمواصلات -، لشهر جمادى الأولى، وجدت فيه تقديرا واحتفاء من سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بالدكتور ناصر السلوم، وقرأت ما أعلنه الدكتور جبارة الصريصري، الوزير الخلف عن أخيه السلف، فقال: «لو تحدثت عن ناصر.. لعدد وما أكملت.. وأطلت وما أوفيت.. وأسهبت وما أشفيت».. هذه الكلمات فيها غنى، لأنها وفاء صدق، واعتراف جميل، في ساحة التقدير.!
* عرفت الدكتور يوم كان وكيلاً لوزارة المواصلات، وعرفته وزيراً لها.. ولعلّي أقول إنه جاء متأخراً إلى وزارة المواصلات، فأخذ في انجازاته في شق الطريق، في وطن هو في مساحته قارة، وأنجز الكثير، بقدر ما يصله من ميزانيات سنوية، غير أن المطالب أكثر من المتاح، وكان يتحمل وطآت النقد والاستعجال في انجاز المشروعات، لسد الحاجة الملحة والمهمة!
* واتجه الدكتور ناصر إلى السكة الحديدية، لتحقيق حلم وطني، تأخر كثيراً، ومن كان قبله، كان ضد هذا المشروع الحيوي، وكان رفض المشروع دعوى - الجدوى الاقتصادية - ، وهي دعوى واهية.
* لا أدري! هل مشروعات السكة الحديدية في البلاد ماضية في خطة التنفيذ البطيء، أم ان التأجيل أدركها؟
* وألاحظ في كثير من مشروعاتنا، أننا لا نهتم بتحديد زمن البدء وكذلك الانجاز، وانما نتركها عائمة، وفي تقديري ان هذا وضع معطّل، ولا ننسى اننا في القرن الحادي والعشرين، عصر القفز والانجاز والقوة والطفرة وارتفاع الدخول والسباق في المنجز الحضاري المغذ السير واتساءل: أين دورنا وسط المنجزات والعمل المحكم والحرص على التوقيت في انجاز المشروعات، التي تبني حياة الارتقاء وتدعمها، لتصبح أمة تدخل في سباق الانجاز والبناء الحضاري!؟
* أحتفظ للدكتور ناصر السلوم، بأخلاقياته العالية وأدب نفسه وتقدير الرجال، وهو بعيد عن الكبرياء، التي يتميز بها الذين يشعرون بنقص في نفوسهم.! هذه تحية صادقة وتقدير جم، لرجل حقيق بالتقدير والوفاء لأنه ذو أدب ومروءة، وهذا هو الباقي.!
|