* مع تطور خدمات الهاتف الجوال ونثر ملايين الأرقام عن طريق بطاقات «سوا» أصبح لدى كل سائق ولدى كل طفل جوال أو اثنان أو ثلاثة في جيبه.. والمشكلة.. ليست في وجود الجوالات مع هؤلاء فقط.. وما يتركه ذلك من أضرار صحية واجتماعية ومادية أيضاً.. لكن المشكلة في إيذاء الآخرين وإزعاجهم بهذه الأجهزة التي صارت عبئاً.. وصارت هماً.. وصارت مصدر الكثير من المشاكل.
* تجلس في أي مجلس.. حتى لو كان مجلس عزاء.. فتسمع أصوات أغنيات.. يغني ذلك الجوال في جيب فلان.. ثم يرد عليه بألحان أغنية أخرى جوال آخر.. ثم تتطاير أصوات الموسيقى.. هنا وهناك.
* والمشكلة.. أن أحد هؤلاء - صاحب الجوال - عندما ترن نغمات الموسيقى يبتسم من الفرحة ثم يرد وكله نشوه واعتزاز وفرح.. لأن الآخرين ينظرون له وهو يُخرج الجوال ثم يتسلم المكالمة ثم يرد ويعيد الجوال في انتظار سفيه آخر يتصل به وهكذا.
* الآخرون ينظرون إليه نظرة ازدراء واحتقار.. بل ربما شفقة على عقله لأنهم أدركوا حجم نقصان عقله.. فكيف يجلس في مجلس كله وقار.. أو ربما مجلس عزاء يحتاج إلى وعظ وتوجيه وإرشاد وكلمة طيبة.. ثم يرسل نغمات موسيقى وألحان أغانٍ وسط هذا الحشد المحترم.. الذي تلفه الطمأنينة والسكون والخشوع لكلمة طيبة من أحد الحضور؟
* وفي المساجد.. نفس الطريقة.. تدخل المسجد وتجد عشرات اللوحات التي تناشد إغلاق الجوال أو على الأقل.. وضعه على الصامت.. ومنها لوحات صادرة من شركة الاتصالات نفسها.. ومع ذلك.. فهذا أو ذاك.. قد وضع لكل صديق من أصدقائه.. نغمة أغنية معينة.. فأغنية كذا.. تعني أن المتصل فلان.. وأغنية كذا.. تعني أن المتصل علان وهكذا.. ومتى كبَّر الإمام تعالت أصوات النغمات في المسجد.. وتحولَّت الصلاة إلى أصوات موسيقى.. وهذا.. أمر عظيم وخطير للغاية.. ومَنْ يعمل هذا العمل المشين.. يتعرض لدعاء من المصلين في مثل هذا الموقف الذي تُستجَاب فيه الدعوات.
* أئمة المساجد.. يصيحون وينبهون كل لحظة حتى بعد الإقامة مباشرة وقبل التكبير.. وهكذا الدعاة والعلماء والكل ينصح ويرشد وينبِّه.. ومع ذلك حتى السائقين الآن صاروا يستخدمون نغمات موسيقى حسب الطلب.
* هذا لا شك.. أمر محزن ومزعج جداً.. بل هو مؤلم للغاية.. إذ كيف تتردد الموسيقى وسط المسجد وأثناء الصلاة؟
* هل هؤلاء لا يدركون حرمة المسجد وقيمة الصلاة؟
* هل هؤلاء لا يخافون العقوبة؟
* ثم.. ما الفائدة من النغمات الموسيقية ولماذا لا يكون صوت جرس عادي مثل جرس التليفون؟!
* لقد كتب الكثير والكثير من الكُتَّاب والصحفيين والدعاة والقراء عن هذا الشأن.. ولكن الأمر يزداد سوءاً.
|