حسناً أن يسبق احساسنا على الاشكالية تلافي اخطارها.. وحسنا ان يواكب احساسنا بالمسؤولية التعامل معها من خلال نهج عقلاني يضع الأمور في نصابها دون افراط ودون تفريط..
المتغيرات من حولنا تطل برأسها لتأخذ في موجتها اولئك الذين لا جذور لهم في أعماق التاريخ تراثاً وتراباً وتحولهم إلى مجرد ظلال متحركة داخل رمال متحركة.. تملي عليهم حركاتهم حتى ولو كانت ضد معتقداتهم وحياتهم. من هذا يبرز الخطأ.. ويظل الخطر حين يتحول الفهم إلى تعصب أعمى.. وبالتالي إلى تحجر.. وبالتالي إلى تفجر.
إن منطق التاريخ.. وثقافة الخطاب الحياتي.. هو ذلك الذي ييسر ولا يعسر.. يأخذ بالحكمة الحسنة.. ويعطي ايضاً بالحكمة الحسنة بعيداً عن ارادة الفرض التي تفضي إلى ارادة الرفض.. انها الوسطية في نهج الرسالة ومنهج حيث التلاقي.. والتآخي.. والمصارحة التي تؤدي إلى المصالحة من أجل فهم مشترك لصالح الفرد والمجموعة لصالح القيادة والشعب، سعياً إلى مجتمع يعمق ايمانه أمانه.. ويجذر اسلامه سلامه دون كراهية.. ودون تجاوز يتعدى حدود الكراهية..
ومركز الملك عبد العزيز للحوار الذي بشرتنا به القيادة كقناة تعبير للرأي والرأي الآخر خطوة على الطريق الصحيح نحن في أمس الحاجة إليها، وسط ظروف ومتغيرات سياسية واجتماعية فكرية بدأت تشكل نمط الحياة من حولها.. وتغير من أسلوب الأحياء وأدائهم وفق ما تمليه عليهم مشاربهم.. وأحياناً مآربهم..
ولكي نملك القدرة على تجفيف منابع الخلاف والاختلاف في النظرية والتطبيق لمجتمعنا لابد وان يتوفر لهذا المركز أهم مقوماته وعناصره.. أي ان يتوفر له خيرة العلماء والمفكرين الذين يملكون ادارة التوجيه من خلال فهم حضاري.. وعلم متمكن يأخذ في حسبانه ابعاد ما يجري على الساحة من حولنا.. ووطننا كغيره مستهدف من أعدائنا المباشرين.. ومن خصومنا.
. ومن فهمنا الخاطئ لبعضنا البعض.. ونظرتنا القاصرة لبعضنا البعض.. والغوص في أعماق مشاكلنا وتداعياتها على سياج امننا الوطني.
هي مسؤولية كبيرة.. والمركز خطوة كبيرة ومنتظرة.. المهم أن تدفع العقول المؤهلة علمياً وفكرياً الدم في شرايينه ويعطي لنا حواراً بناء.. وثمارا نلمسها عاجلاً على أرض الواقع من أجل وطن واحد شريعته الإسلام.. وشرعته السلام والمحبة لكل مواطنيه..
|