Wednesday 6th august,2003 11269العدد الاربعاء 8 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

سعودة مهنة الطب أم مهنة الجزارة؟! سعودة مهنة الطب أم مهنة الجزارة؟!
د.محمد اليماني

من القضايا التي أصبحت روتينية وكثر حولها النقاش حتى لا يكاد يمر يوم دون أن يقرأ الشخص أو يسمع أو يشاهد شيئاً عنها قضية السعودة. ويكاد يتفق معظم ما يطرح عن السعودة في التطرق إلى سعودة الوظائف والمهن والحرف المتدنية وغير المفضلة اجتماعياً، وكأننا لا نعاني من مشكلة في الوظائف والمهن المرموقة اجتماعياً وكل مشاكلنا أصبحت محصورة في سعودة سوق الخضار وتصميم برامج لتخريج جزارين وسباكين، وهذه المهن والحرف وإن كان لها أهميتها واحترامها إلا أنها ليست بأهمية مهن أخرى مثل الطب والهندسة والمهن الإدارية بشكل عام.
ولو أخذنا المهن الصحية على سبيل المثال، لوجدنا أن هناك حاجة ماسة للبدء ليس في سعودة هذا القطاع فهذا أمر مبكر جداً، وإنما في بناء الكوادر الوطنية القادرة على إدارة دفته والإشراف عليه. إذ تبين إحصاءات الهيئة السعودية للتخصصات الصحية أن نسبة الأطباء العامين السعوديين المسجلين لدى الهيئة تبلغ 8 ،16% من إجمالي عدد الأطباء العَامِين المسجلين لدى الهيئة، وأن نسبة أطباء الأسنان السعوديين إلى إجمالي أعداد الأطباء المسجلين 1 ،21%، ونسبة الصيادلة السعوديين 1 ،11%. وهذه الاحصاءات تكتسب أهميتها من كون التسجيل المهني إلزامياً لجميع الممارسين الصحيين. تتزامن هذه الأرقام مع احصاءات أخرى تبين تناقص نسبة خريجي التخصصات العلمية في الجامعات السعودية إلى إجمالي عدد الخريجين، إذ تبين دراسة أن متوسط نسبة خريجي التخصصات العلمية في الجامعات السعودية خلال العقد الأخير قد تناقص من 25% إلى 11% بينما تبلغ هذه النسبة في الدول الصناعية 45% وفي الدول النامية 35%.
ولعل تدني أعداد الخريجين من الكليات العلمية مقارنة باحتياجات المجتمع ووجود عدد كبير من خريجي الثانوية العامة الراغبين والمؤهلين للالتحاق بهذه التخصصات والذين ترفض طلباتهم، يوجد تناقض غير مقبول تماماً. والنتيجة المتوقعة في مثل هذه الحالة وفي ظل الوضع الحالي أن مقابل كل طالب سعودي مؤهل يتم رفض طلبه للالتحاق بإحدى الكليات العلمية يتم استقدام متخصص ربما تقدم للدراسة في جامعات بلده وقبل طلبه وهو أقل تأهيلاً ممن رفض طلبه. وربما ذهب هذا الطالب إلى تخصص لا يوفر له فرصة العمل المناسبة فتكون الخسارة مضاعفة على الفرد والمجتمع.
إن سعودة المهن المرموقة اجتماعياً علاوة على أنه مطلوب وهدف وطني لا يقل أهمية عن سعودة سوق الخضار، فهو أقل كلفة إذ إنها مهن مطلوبة ولن نعاني من إقناع الآخرين بالالتحاق بهذه التخصصات والعمل بعد التخرج مهندساً أو طبيباً أو محامياً.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved