* رام الله أمير نبيل أ.ش.أ:
ممنوع الاقتراب.. تحذير اسرائيلي من المرور في طريق الموت الجديد المزروع بالألغام على طول 110 كيلو مترات هي طول الجدار العازل المقام على اراضي الضفة الغربية والمزود بأحدث التقنيات المدمرة.. ورغم احتجاج الفلسطينيين.. ومعهم نشطاء السلام من مختلف أنحاء العالم على هذا الجدار العنصري.. استكملت اسرائيل مرحلته الأولى متحدية بذلك العالم وضاربة بعرض الحائط موقف الولايات المتحدة الذي أدهش رئيسها جورج بوش الكثيرين بسبب تناقض تصريحاته بين كون الجدار مشكلة تعوق تحقيق السلام وبين تفهمه للدواعي الامنية الاسرائيلية.
ورأى الخبراء الفلسطينيون المعنيون في تصريحات لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط الى رام الله أن هذا التناقض نشأ من الاختلاف بين مفهوم الجدار كما شرحه رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس أبو مازن لبوش بالخرائط وبين مفهوم السياج الذي قدمه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون خلال زيارتين قام بهما الرجلان الى واشنطن أواخر الشهر الماضي.
وأكدوا أن اسرائيل تحقق أكثر من مكسب لها من خلال بناء هذا الجدار الذي كان مخططاً قديماً لدى شارون منذ أن كان وزيرا للدفاع الاسرائيلي في الثمانينيات وحذروا من النتائج الوخيمة التي سيسببها الجدار خصوصاً عندما يصل الى تحقيق أحد تطلعات شارون وهو القدس الكبرى اضافة الى عزل القرى الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ويرى مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية بيت الشرق خليل تفكجي أن الفرق بين الجدار والسياج هو نفس الفرق بين التصور الفلسطيني والتصور الاسرائيلي للجدار الفاصل موضحاً أن التصور الفلسطيني ظهر خلال زيارة محمود عباس الأخيرة لواشنطن والذي بين بالخرائط للرئيس الأمريكي أن هذا الجدار ليس فقط مجرد سياج من الأسلاك الشائكة بل جدران أسمنتية تخترق الأراضي الفلسطينية وتقسمها وتعزلها ثم تصادرها. أما التصور الاسرائيلي فيقول انه مجرد أسلاك شائكة للحيلولة دون وقوع عمليات ضد الاسرائيليين.
وأشار الى أن هذا هو السبب في التشويش الذي كان عند الرئيس الأمريكي الذي صرح لعباس بأن الجدار الفاصل مشكلة في طريق عملية السلام في حين أبدى لشارون تفهمه للدوافع الأمنية الاسرائيلية التي تبرر مواصلة بناء هذا الجدار.
ويضيف تفكجي أن المرحلة الأولى من الجدار تمتد بطول 110 كيلومترات ومن المنتظر أن يبلغ طول هذا الجدار في مرحلته النهائية 750 كيلومترا ويتكلف ملياري دولار ومن المتوقع أن يتم الانتهاء منه خلال عامين.
وأوضح أنه لم تتحدد بعد روية اسرائيلية للحدود لهذا الجدار فتارة يقولون انه سيكون في عمق الضفة بطول 25 كيلومترا ومرة بطول 10 كيلومترات ويرجع هذا الى الصراع بين الأحزاب الاسرائيلية حول مااذا كان هذا الجدار أمنياً أم سياسياً.
وقال ان قضية الحدود قضية تفاوضية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي أما مسألة الجدار فحسب الروية الاستراتيجية الاسرائيلية لاتخضع للتفاوض مشيراً الى أن ضم جميع الأراضي الواقعة في الضفة الغربية الى داخل اسرائيل يحقق مكسبين لها الأول ضم 80 من المستوطنات الواقعة داخل حدود الضفة الى اسرائيل.
وأوضح أن المكسب الثاني هو السيطرة على آبار المياه الارتوازية في داخل الضفة وقد تم الاستيلاء فعلا على 33 بئراً للمياه حتى الآن موضحاً أنه اذا كان المكسب الأول سياسياً فإن المكسب الثاني الخاص بالمياه يرتبط بمشكلة مستعصية في منطقة الشرق الأوسط ككل واستيلاء اسرائيل على هذه الآبار يأتي بالرغم من أن مشكلة المياه تركت الى المرحلة النهائية للمفاوضات مع الحدود والمستوطنات واللاجئين والقدس.
وأوضح تفكجي أن الأراضي التي تصادرها اسرائيل بسبب هذا الجدار هي من أخصب الأراضي الزراعية في الضفة الغربية واسرائيل بذلك تحول الكثير من الفلسطينيين في هذه الأراضي من مزارعين الى لاجئين للجدار الفاصل.
وقال ان المشكلة الأهم في كون الجدار سيستكمل على حساب الأراضي الفلسطينية وامتداده في مناطق مثل منطقة القدس لتحقيق أسباب سياسية لاقامة القدس الكبرى دون أن يكون هناك رد فعل ضد الاسرائيليين من الجانب الأوروبي أو الأمريكي موضحاً أنه عندما يتم تقسيم الضفة بجدار فاصل الى جزء غربي وآخر شرقي يتحقق المشروع الشاروني على أرض الواقع والخاص باقامة 8 معازل للأراضي الفلسطينية والجزء الغربي هو الذي يتم حالياً وقد أصبحت 3 معازل منها واضحة المعالم بالفعل وهي في طولكرم وقلقيلية وبيت ساحور وبيت جالا وبيت لحم.منوها الى أنه عندما يتم استكمال الجزء الشرقي أيضاً سيوصل الجزءان عن طريق شوارع عريضة بعضها قيد التنفيذ حالياً وبعضها يخطط.
ومن جانبه قال منسق اللجنة الشعبية للدفاع عن الأراضي الفلسطينية عيسى سمندر انه بعد انكسار النظرية الاسرائيلية الرامية الى تهجير الفلسطينيين وتحويلهم الى لاجئين واصرار الفلسطينيين على عدم مغادرة بلادهم مهما حدث فقد وجدت اسرائيل أن الحل هو وضع الفلسطينيين في معازل ومصادرة الأراضي منهم مشيراً الى أن وفداً من جنوب أفريقيا زار فلسطين وأكد أن وضع العزل العنصرى هذا أخطر مما كان يحدث في بلادهم خلال فترة الحكم العنصري.وقال ان العديد من المزارعين المتضررين يصمدون وحدهم أمام قيام اسرائيل بعزل منازلهم عن أراضيهم في الضفة الغربية وقطاع غزة فاضطروا الى الاقامة في أراضيهم الواقعة غرب الجدار وترك منازلهم المريحة والاقامة في خيام داخل أراضيهم حتى لايتركوها وهناك 40 خيمة بهذا الوضع.
وأضاف أن هناك حملة تقوم بها اللجنة الشعبية للدفاع عن الأراضى الفلسطينية لمساعدة المتضررين من هذا الجدار لتزويدهم بما يعينهم على الصمود والاقامة في أراضيهم.
وأشار الى أن الجدار قطع حتى بعض المدارس واقتطع قرابة 30 مترا من مساحة هذه المدارس الى داخل منطقة غرب الجدار.
وأوضح عيسى سمندر أن البوابات التي قالت اسرائيل انه سيسمح للمزارعين بالدخول منها الى أراضيهم هي غير ذات معنى حيث تشترط اسرائيل وجود تصاريح معينة للدخول وأن يكون مكتوباً على الهوية الشخصية للمزارع أنه ساكن في هذه القرية والادارة المدنية الاسرائيلية غالباً لاتصدر مثل هذه التصاريح بل وتعمل على اذلال المزارعين حين يحاولون الدخول من هذه البوابات اضافة الى كون هذه الادارة تقوم كذلك بتزوير الحقائق فمثلاً اذا كانت القرية يسكنها 700 شخص تقول ان سكانها 300 شخص فقط.
|