* مانيلا - الوكالات:
أعلنت أكبر جماعات المقاتلين المسلمين في الفلبين أمس الثلاثاء ان قائدها هاشم سلامات توفي منذ بضعة اسابيع.
وقال غزالي جعفر كبير المسؤولين السياسيين لجبهة مورو الإسلامية للتحرير لإذاعة محلية ان سلامات توفي من ازمة قلبية في 13 من يوليو تموز.
وقال جعفر ان الحاج مراد القائد العسكري للجبهة اختير رئيساً جديداً للجماعة، ومن المتوقع ان تستأنف الجبهة مباحثات السلام مع الحكومة خلال أيام.
ويذكر ان هاشم، الذي توفي وسط تحركات للتوصل إلى اتفاق سلام مع حكومة مانيلا، كان موظفا في مكتبة حكومية قبل ان يقود أكبر حركة انفصالية في الفيليبين.
وقد توفي هاشم (61 عاماً) في 13 تموز/ يوليو، لكن وفاته التي نجمت عن أسباب طبيعية حسبما ذكرت منظمته لم تعلن قبل يوم امس الثلاثاء، من أجل ضمان عملية انتقالية هادئة وتجنب رد فعل 12500 مقاتل في جبهة مورو الاسلامية للتحريرالتي كان يتزعمها.
وكان يفترض ان يوقع اتفاق سلام نهائي بعد محادثات مع الحكومة الفيليبينية.
ولد هاشم لأسرة متدينة تتمتع بنفوذ كبير في اقليم ماغويداناو جنوب جزيرة مينداناو التي يقول المسلمون انها كانت موطن اجدادهم، وقد اصبحوا اقلية في معظم أجزاء الجنوب بعد هجرة اعداد كبيرة من المسيحيين إلى هذه المناطق.
ولم يكن هاشم أولاً ناشطاً في مجموعات اسلامية مسلحة قاتلت المسيحيين في الجنوب، بل كان يعمل في مكتبة في بلدته باغالونغان.
وفي الستينات من القرن الماضي، ارسل إلى مصر حيث حصل على اجازة في الفلسفة الاسلامية من جامعة الأزهر في 1967 ثم على درجة الماجستير بعد سنتين.
وعمل هاشم في الوقت نفسه في المجموعات التي كانت معارضة حينذاك للرئيس فرديناند ماركوس الذي ادت سياسة أجهزته الامنية إلى تشدد الناشطين ضده حينذاك.
وكان يفترض ان يحصل على الدكتوراه لكنه اختار العودة إلى الفيليبين لتنظيم حركة المسلمين الانفصالية جبهة مورو للتحرير الوطني التي كان يتزعمها الناشط نور مسواري الذي كان طالباً حينذاك.ومع انه لم يخضع لتدريبات عسكرية تذكر، يعتقد ان هاشم قام بتدريب أول دفعة من مقاتلي الجبهة الذين خاضوا حرب عصابات انفصالية لإقامة دولة اسلامية في الجنوب في السبعينات.
وبقي سلامات هاشم نائباً لرئيس الجبهة حتى 1978 حيث قام مع عدد من مقاتليها بانشقاق ليشكل حركة تزعمها بنفسه هي جبهة مورو الاسلامية للتحرير. وكان سبب الانشقاق تركيز مسواري على الجانب السياسي في الحملة بينما يريد سلامات عملا أكثر فعلياً لإقامة دولة محض اسلامية.
وقد اوضح هاشم في أحد تصريحاته ان الخلاف بينهما ناجم عن أسباب اتنية ايضا، فحركة مسواري يهيمن عليها أفراد عشيرة تاوسوغ المسلمة بينما كان سلامات واتباعه ينتمون إلى قبائل ماراناو وماغويداناوان.
وبينما وقع مسواري اتفاق سلام مع الحكومة الفيليبينية في 1996 واصل سلامات هاشم حربه ضد الحكومة واحتل مناطق واسعة في وسط مينداناو.
وفي نهاية التسعينات بدأت الحكومة الفيليبينية تركز حملتها على المعسكرات الرئيسية للجبهة واستهدفت بالقصف في بعض الاحيان منزل سلامات نفسه في العام2000 مما اضطره إلى الفرار والبقاء مختبئا لكنه لم يلجأ إلى الخارج خلافاً لعدد كبير من قادة الجبهة الآخرين، حسبما مسؤولي الجبهة.وساعد سلامات هاشم في بداية العام الجاري في الدفع باتجاه اجراء محادثات سلام مع الحكومة الفيليبينية ووافق على المشاركة شخصياً فيها.وقال مسؤولون في الجبهة ان هاشم سلامات كان يقيم منذ ثلاثة اسابيع في اقليم لاناو ديل سور قبل وفاته «بقرحة حادة ومشاكل في القلب».
|