مررتِ فكاد الحلم ينسف ليلةً
تطل من القنديل نصلا مثلَّما
وكنتِ هنا بالأمس أتخمتِ ظلمتي
ذهولاً وأيقظتِ الأصابع والدّمى
حقنتِ بآمالي عقارب ساعتي
لتحمل من فيض المواعيد بلسما
وأبقيت في الفنجان طعم ابتسامةٍ
تعود من الشطآن طفلاً متيَّما
فصغتكِ في الآتي من العمر ثورةً
على ساحل المجهول والليل والعمى
نظمتكِ في قلبي قوافل صبوةٍ
إلى النشوة الأولى.. إلى اللحظ واللمى
وأطرقت حين امتاح فيَّ رجولتي
شموخ ووافاني عناداً مخضرما
ولمّا غرست الدمع فيَّ ظهر ليلتي
وعاقرتها بوحاً على مقلتي نما
رأيتكِ مثل الفجر يرهن جرعةً
من النبض تسترخي على شفرة الظّمى
فأشعلتَ من قدح الترائب دهشةً
وأطلقتها للريح ناراً وعلقما
وجاشَ فؤادي من سحيق ندوبه
بأسئلةٍ تنداح تستغرق الفما
لماذا صلبتِ الروح في ذكرياتها
وعدتِ إليَّ اليومَ من عالم الدّمى
لماذا بكيت الحلم لملم َنفسه
وأبحرَ نحو الغيب رشفاً محرّما
لماذا تركنا الوهم ينسج كفّه
على مقلة الآفاق ضوءاً ملغّما
أعيدي خطاباتي.. أعيدي ملامحي
لأزرعها في ساحة الكبت معلما
يقطّر من إحدى النوائب ليلةً
تعالج هذا القلب بالكيِّ.. ربّما