بتريث.. نتأمل البشر، وماهم عليه..
وبتريث مضاعف.. نتأمل دواخلنا.. نبحث فيها..
فيظهر لنا أننا لسنا بأحسن حال منهم..
وبالتأكيد لن يكونوا بأحسن حال منا..
ومع ذلك!
حق علينا التأمل.. ومع أنفسنا بالذات..
***
لعبة المتاهات يجد فيها البعض متعة..
كما يجد البعض الآخر متعة أرحب في حل الكلمات المتقاطعة، الشبكة، اكتشاف الفروق السبعة.
منّا من يراها تسلية.. ويظنها البعض مضيعة للوقت!
وتمارس فئة عملية تنشيط للذاكرة حينما تقدم على حلها..
إذاً ليست الأنفس، بما لديها من أسباب ومسببات على مستوى واحد.. وعلى ذائقة واحدة.. أو وتيرة متباينة ومتشابهة.
قد أفتن بحل الكلمات المتقاطعة، وتجد فيها مضيعة للوقت إن تأملتني..
واحتفظ بما لدي من وسيلة إقناع بجدوى حلها، ودورها في تنشيط ذاكرتي..
ربما تقنع بكلامي.. او تبتسم استهزاء.
***
ألا ترى بتأملك لي وأنا أمارس متعة حل الكلمات المتقاطعة قد أضعت وقتاً ثميناً لديك..؟!
ولكنك استطعت أن تبدي وجهة نظرك حيال تصرف، وتخرج بنتيجة من جراء هذا التأمل..
كم نسبة تأملك لنفسك قياساً بتأملك للآخرين؟
هل النتيجة تأتي لصالحك أم ضدك..؟
كم مرة استفدت من النتيجة المتحققة؟
***
التأمل نعمة تتضح علينا عندما يتجه البصر نحو استقامة واحدة، وبطء في إغلاق الجفون، وغياب الذهن عن المحيطين به.
ولكن..
كم شخص يرى أنه يوجه تأمله في نفسه، أو في الآخرين الوجهة الصحيحة.. ليس بمنظور الناس، بل بمنظوره هو.. وعندما يتأمل.. هل يتأمل بغية التصحيح، والاكتساب، واحداث المفارقة والتفكير.. أم عكس ذلك تماما..!
***
الذاكرة جزء من الجسد تترهل إن لم تمارس نشاطها المعتاد.. فهي تشيخ.. تمرض .. تتوعك.. تتلبك كتلبك المعدة أحياناً.
وإذا أرهقناها كاد عِرْقٌ في الجهة اليسرى من الجمجمة ان ينفجر بحممه والبراكين ! طريقان كلاهما شائكان.. فأيننا من الطريق الأيسر.
أحياناً أجد صعوبة في مسك خيط مقالة تنفع لزاويتي «بلا تردد» .. فاكتشف اني عطلت خاصية «التأمل» لديّ..
علبة ال«Pringles» الصفراء الماثلة أمامي الآن لو تأملتها ملياً لاستطعت ان أحرر مقالة تملأ فراغ «بلا تردد» حتى إذا «فككت» ريق الزاوية بها عجزت عن «صكه».
«صكه» وليس «سكه» في عبارة «لما تفك ما حتسك».
فالصك: الإغلاق.. وهو صك الملكية أيضاً.
والسك.. سك العملات النقدية..
أرأيتم كيف نشطت ذاكرتي بمجرد أن اضطجع «Pringles» بصفرته أمامي..
ماذا لو تأملت فوضوية غرفتي..
وفاكسي بنفاد ورقه..
وحاسبي وهو مهدد بالانقراض خلال الأيام القادمة لعله في «الهارد دسك» أحاول ترميمه كلما عزمت على طباعة الزاوية.
على ان تأملي له لم يقنعني بعد بشراء «لاب تاب» فهل أتريثُ وأنا أتأملُ حال حاسوبي.
فاكس: 8435344-03
ص.ب 10919 - الدمام 31443
|