على مسامع الأطفال.. يزجرون وينهرون.. وهم لا يبالون يسبون تارة.. ويلعنون أخرى ولا يعيرون اهتماماً بما يتفوهون.. وعلى النقيض منهم.. من يحتضنون.. ويبكون.. ويلبون كل ما يطلب منهم سواء كان فيه نفع أو ضرر.. لا يقاومون لغة القبول أمام أبنائهم..! عجباً.. لا يعيرون لرجولتهم اهتماماً والأصل فيهم القوامة والحزم {الرٌَجّالٍ قّوَّامٍونّ عّلّى النٌَسّاءٌ} [النساء: 34] .
لأراهم تاركي زمام الأمور تتلاعب بها الرياح كيفما شاءت في ظل غياب الشخصية المتزنة..
لا إفراط ولا تفريط.. وكما قيل النهج الوسط خير الأمور..
فإلى من يهمني قلبه: امنح الطفل الحنان الأبوي.. والدفء العاطفي.. وقِف مرشداً معاتباً ميالاً للأسلوب التأديبي عند الضرورة ولدفع الضرر..!!
وقد حثنا الدين الإسلامي على التأديب المثمر الذي يعتمد على الأسوة الحسنة المتمثلة في شخص رسولنا الحبيب وقدوتنا عليه الصلاة والسلام.
والنفس المختلة تثير الفوضى دائماً ولا تبني أنفساً سوية..
قالت عائشة رضي الله عنها (إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف).
وإلى من يهمني قلبه:
كان الرسول عليه الصلاة والسلام أحسن الناس خلقاً كما قالها أنس رضي الله عنه: كان لي أخ فطيم يسمى أبا عمير لديه عصفور مريض اسمه النغير فكان الرسول عليه الصلاة والسلام يلاطفه.
ويقول: يا أبا عمير ما فعل النغير؟؟!!
أيضاً قال: (اضربوهم لعشر.. لتعويدهم على الصلاة).
نعم.. تسعى المبادىء الإسلامية لإيجاد مجتمع يزخر بأعطر الصفات وأزكاها من خلال اللبنة الأولى الصالحة قال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).
وقال الشاعر:
وانما أولادنا بيننا
أكبادنا تمشي على الأرض
ما أصدقه من شاعر حينما عبر عن صدق خلجات القلوب.
فإلى من يهمني قلبه: تعهد أبناءك بالتربية الصالحة لأنها أقدر على إسعادهم فهي التي تصنع إنساناً فاضلاً كريم الخلق قبل أن تلتقطه الأيادي الخبيثة.
القصيم عنيزة
|