خلدها الشعراء «عيناً حوراء» في قصائدهم على مر التاريخ، وتسابق الناثرون إلى طلب ودعها عبر حروفهم الوردية ورسمها «الفنانون» لوحة رائعة تزين كل معرض للجمال، ودخلت عالم الصحافة بلا قيود، وتربعت على عرش صاحبة الجلالة، وساهمت وترأست، وأخيراً تصدرت فأفردت لها الصفحات، وتسيدت الأغلفة والقشور بعضهن زرع بذور إبداعه في أحداقنا والبعض الآخر ما زال يكتفي من الصحافة بمفردات الحضور السطحي ونظرة وتسريحة، واستمر هذا الاكتساح الناعم حتى وصل إلى عالم «الفضائيات»، وأخيراً وليس آخراً اقتحمت عالم «الانترنت». إنها «المرأة» التي أسست شكلاً مغايراً من الثقافة الإعلامية، والتي ما زالت تنمو وتنمو حتى أصبحت علامة بارزة في نسيجنا الاجتماعي ولكن السؤال ما الذي أرضى المرأة؟ ومَنْ أشبع غرورها؟ مَنّ؟.. وماذا حققت السياسة الناعمة للمرأة المعاصرة؟، ولماذا يتهافت الجميع ويخطب ود «الجنس اللطيف» المهموم بالحياة والمسكون بالإبداع لدرجة التمجيد الخادع لها وبها؟ فتحول الكل بقدرة قادر إلى أنصار للمرأة المظلومة وأعوان للمبدعة المسكينة مدافعين عن حقولها المسلوبة في وهمهم، فأصبحت المرأة في عالمنا العربي قضية من لا قضية له، أهذا «خوف» من سلطة الأنثى أم...؟!!
إنه مجرد سؤال لمعشر العاقلات من بني قومي؟؟ لتمارس «المرأة» دورها الحضاري كما تريد لا كما يريده معاشر الرجال لها..إنها همسة للتمايز المؤدي إلى «الاستقلالية» الإيجابية وليس التماذج المؤدي إلى الذوبان في الآخر، وتبخر «الذاتية» بفعل حرارة «الأنا» الذكورية.. طبعاً.
|