كان من أبرز ترتيبات ذلك المهرجان الكبير هو ملاحظة دعوة وفود من كبار الاعيان ورجال الصناعة والاعمال في بعض مناطق المملكة، فكنا نشاهد أعضاء الوفود جماعات ووحدانا متحلقين في صالة فندق مطار الظهران الدولي يرتشفون أقداح الشاهي والقهوة ويتحدثون بما شاهدوا فهذا وفد من مكة المكرمة وآخر من جدة وثالث من الرياض ورابع من الطائف وخامس من المدينة وهكذا وقد تحركت عندي حاسة الفضول الصحفي فكنت اقتحم عليهم حلقاتهم وأدلف إلى مخادعهم في الغرف أحيانا لاستطلع آراهم وتعليقاتهم وفيما يلي طائفة من تعليقاتهم الخاطفة:
قال معالي الشيخ عبدالله بن عدوان: أولا أهنئ سمو الأمير سلطان بالمستوى الرفيع في التدريب والقيادة والصيانة الذي وصلت إليه قطاعات قواتنا المسلحة وهذا ليس غريبا فجلالة الملك المفدى يرعى كل حقل من حقول النهضة في البلاد وعلى رأسها القوات المسلحة العامرة وسمو الوزير الأمير سلطان هو واحد من جنود الفيصل المختصين فلا عجب أن تبلغ قواتنا المسلحة وسلاح الطيران الفتي في هذه المرحلة القصيرة من العمر مثل هذا المستوى الرفيع المشرف.
أما سعادة الشيخ صلاح عبدالجواد: فرد قائلاً: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) } من القرآن تستمد حكومتنا كل ما تأتي من أمور لان نظامنا الإسلام ندب إلى القوة لان المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف وجلالة الملك وسمو الوزير الشاب وحكومتنا الرشيدة لم ولن يدخروا جهداً لتطوير مستويات البلاد في كافة الحقول وأنا أهنئ نفسي واخواني المواطنين وأبناءنا طلاب سلاح الطيران ومعهد التدريب بما شاهدنا وعقب سعادة الشيخ محمد العبدالله الجميح قائلا: لم يترك لنا الخطباء والاخوان شيئا فقد ذكروا كل ما كان يدور بخلدنا والحقيقة انني أشكر الله تعالى ثم جلالة الملك وسمو وزيرنا الموفق الأمير سلطان الذي هيأ لنا هذه الفرصة الغالية. وان القوات السعودية المسلحة الظافرة هي جيش الفيصل الذي بناه للحماية وليس للعدوان على أحد، كما كان سمو الوزير يصرح أن سلاح الطيران الملكي السعودي على الرغم من عمره القصير قد أثبت جدارة ومهارة فائقة كما ذكر ذلك رجال التدريب في شرحهم والخبراء في خطبهم فتهانينا نسوقها إلى قائد البلاد الملهم الفيصل المفدى وإلى سمو ولي عهده ووزير الدفاع الهمام الذي يقف على رأس القوات المسلحة ينفذ بإخلاص توجيهات القائد الاعلى رائد التضامن الإسلامي.
أما شبابنا السعودي من نسور الجو الذين ألهبوا الحماس باستعراضاتهم الجوية الرائعة فلهم منا الدعاء بالتوفيق والسداد ليظلوا كما أرادهم القائد الملهم فيصل جند الإسلام وحماة العقيدة.
وعلق سعادة الشيخ محمد بن صالح مجيباً: انني متفائل بالتسميات التي اقتبست من القرآن الكريم وسمو الوزير حينما أطلق على بعض الاسراب الجوية من قوتنا الضاربة بعض الاسماء القرآنية مثل قوله تعالى:{يّكّادٍالبّرًقٍ يّخًطّفٍ أّبًصّارّهٍمً } وقوله تعالى: {قّاتٌلٍوهٍمً يٍعّذٌَبًهٍمٍ اللّهٍ بٌأّيًدٌيكٍمً وّيٍخًزٌهٌمً وّيّنصٍرًكٍمً عّلّيًهٌمً وّيّشًفٌ صٍدٍورّ قّوًمُ مٍَؤًمٌنٌينّ (14)}
انما كان يترسم خطى والده عبدالعزيز من قبل وقائده الفيصل من بعد وأنا كمواطن ومسؤول سابقا في الجيش أهنئ نفسي وبلادي علي هذا التفوق الشاهق الذي وصلت إليه قواتنا المسلحة المنصورة وذلك راجع طبعا إلى حسن اختيار المليك للرجال وإلى الرغبة الصادقة والاندفاع نحو الافضل الموجودة لدى الأمير سلطان الجندي المتحمس لاداء واجبه في قافلة الخير التي يقودها الزعيم المسلم فيصل الذي عود المواطنين أن يقدم لهم الهدايا العظيمة متمثلة في المشروعات المختلفة كما علق بذلك سمو الوزير في أحاديثه مع الشعب في المنطقة.
أما الأستاذ عبدالله عريف فبادرني بشطر هذا البيت من الشعر:
ألا ليت الشباب يعود يوما
فلو عاد لي الشباب لما ترددت في الانخراط في سلاح الطيران السعودي أحلق شاهقاً وأطوف في السماء وأرمي عدو الله وعدو الإسلام بصواعق وقواصف من الرعد.. وقال عن مشاعره.. يا هوه هي مشاعر البهجة بما أشاهد وأسمع وألمس من أعمال تذهب العقل فقل معي ليعش الفيصل ذخرا وفخرا للإسلام قاطبة وليوفق الله أميرنا سلطان إلى أداء الرسالة الكبرى التي حمله اياها القائد والشعب فهو جدير إن شاء الله بما أنيط به.
|