الحلأ التناسلي «الهربس التناسلي»
Genital Herpes
الحلأ التناسلي هو أكثر أسباب التقرحات التنسالية شيوعاً في العالم، وهو من الأمراض المنتقلة عن طريق الجنس ويعود سبب هذا المرض الى نوع من الفيروسات تدعى الفيروسات الحلئية الإنسانية من النمط الثاني
Human Herpes Virus Type2«HHV2».
إن نسبة الاصابة بهذا المرض في تزايد مستمر خاصة في العقود الأخيرة نظراً لازدياد حالات الشذوذ الجنسي والحرية الجنسية وانتشار الاصابة بمرض الايدز.
يمتاز الحلأ بطبيعته المزمنة والناكسة وبقلة العلاجات الفعالة، حيث لا يوجد علاج شاف له حتى الآن وإنما تعتبر العلاجات المتوافرة علاجات عرضية فقط لتخفيف الألم وتقصير مدة الاصابة.
ما هو سبب الحلأ التناسلي؟
- ينجم المرض كما ذكرنا عن الفيروسات الحلئية الإنسانية HHV خاصة النمط الثاني HHV2، حيث يعتبر المسؤول عن 90% من الحالات في حين ان النمط الأول HHV1 هو المسؤول عن 10% من الحالات فقط «HHV1» أكثر ما يسبب الحلأ البسيط الشفوي.
* كيف تتم العدوى؟
- يتم انتقال العدوى الى الإنسان السليم نتيجة التماس المباشر مع الشخص المصاب وذلك خلال الاتصال الجنسي، إلا ان العدوى بالطريق غير المباشر «غير الجنسي» عن طريق الملابس والحاجيات الخاصة ممكن ايضاً.
كما أن التماس مع الحلأ البسيط الشفوي للإنسان المصاب قد يؤدي لظهور الحلأ التناسلي، وتعتبر أكثر من 50% من حالات الحلأ التناسي غير عرضية «أي ان المريض يكون حاملاً للفيروس دون ان تظهر لديه أية اعراض أو ملامح سريرية».
* كيف يتظاهر الحلأ التناسلي؟
- هناك شكلان أساسيان للحلأ التناسلي هما: الشكل الناجم عن الاصابة للمرة الأولى بالفيروس «الحلأ البدئي» والشكل الناكس المتكرر وهو ينجم عن التفعيل المتكرر للفيروس بعد حصول الاصابة البدئية.
1- الحلأ التناسلي البدئي:
تميل الهجمة الأولى من الحلأ التناسلي لأن تكون أكثر شدة من الهجمات اللاحقة للمرض وتكون الاصابة عند النساء أشد منها عند الرجال.
وعادة ما تظهر الاصابة سريرياً بعد فترة حضانة «2 - 5 أيام» من التماس مع الشخص المصاب. وبشكل عام تبدو الاصابة على شكل حويصلات صغيرة على الأعضاء التناسلية تكون مسبوقة عادة بالاحساس حرق او الم قبل 24 - 48 ساعة من ظهورها ثم لا تلبس هذه الحويصلات الصغيرة ان تنبثق وتتمزق مخلفة وراءها تقرحات مؤلمة قد تتعرض للاتهاب الجرثومي الثانوي مما يؤدي الى اطالة امد الاصابة، وبعد فترة أيام معدودة «أسبوع لأسبوعين» تميل الإصابة للشفاء العفوي دون ان تخلف أي ندبات.
عند النساء تظهر الاصابة على العضو التناسلي والقناة التناسلية وعنق الرحم والمنطقة ما حول الشرج.في حين انها عند الذكور تميل لاصابة العضو الذكري.
قد تترافق اصابة الشرج مع آلام شديدة وإمساك.
وبشكل عام يترافق ظهور الحلأ البدئي مع اعراض عامة مثل الحمى والصداع وآلام المفاصل والتعب العام.
2- الهجمات اللاحقة من المرض
بعد الاصابة الأولى يميل الفيروس الى البقاء بشكل كامل ضمن العقد العصبية للمنطقة المصابة «الإصابة الكامنة» ويؤدي تفعيل الفيروس مرة ثانية الى حدوث هجمات متكررة من المكان نفسه ولكن عادة تكون اخف شدة واقصر زمناً من الاصابة الأولية وكذلك تكون الاعراض الأخرى من صداع وحمى أخف وأقل وطأة.
إن الآلية الأساسية في إعادة تفعيل الفيروس وتنشيطه لإحداث هجمات جديدة غير معروفة تماماً ولكن تعتبر العوامل التالية من العوامل المحرضة على النكس وهي:
1- الرضوض والأذيات الجلدية الموضعية «التي تحدث أثناء المقاربات الجنسية».
2- الدورة الطمثية.
3- الشدة النفسية.
4- التعرض المديد لأشعة الشمس.
5- يكون النمط الثاني HHV2 أكثر ميلاً للنكس من النمط الأول HHV1 وتمتاز الهجمات اللاحقة من المرض بحدوث اعراض منذرة ببدء الهجمات مثل حس الألم والحرق في المكان المصاب قبل ظهور اللوحة السريرية الخاصة «الحويصلات والتقرحات».
اختلاطات الحلأ التناسلي
قد يؤدي الحلأ التناسلي الى حدوث العديد من الاختلاطات الجلدية والجهازية مثل: الاكزيما الحلئية والتهاب السحايا والاحتباس البولي نتيجة الألم المرافق لعملية التبول.
كما ان اصابة الأم الحامل قد تترافق مع احتمال الاجهاض وانتقال العدوى للجنين وحدوث ولادة مبكرة وتشوهات مختلفة لديه.
التشخيص
يعتبر التشخيص سهلاً من الناحية السريرية والقصة المرضية «قصة حرق وألم خفيف يتلوه ظهور لحويصلات وتقرحات صغيرة مؤلمة على المناطق التناسلية»، وأحياناً يصعب تشخيص الحالة وتخلط الاصابة مع الامراض الأخرى التي قد تتظاهر في المنطقة التناسلية مثل الالتهابات الجرثومية والسفلس والقرح اللين.وهنا يتم اللجواء الى وسائل تشخيصية مساعدة مثل: زرع الفيروسات، الخزعة الجلدية، والفحوصات المناعية».
العلاج
في الوقت الحالي لا يوجد علاج شاف وناجح للمرض وتعتمد المعالجة على الأمور التالية:
1- المعالجة الداعمة:
- مسكنات للألم.
- مطهرات ومضادات للالتهاب في حال في الالتهاب الثانوي.
- دعم نفسي ومعنوي للمريض.
2- الأدوية المضادة للفيروسات:
- الاسيكلوفير Acyclovir «على شكل كبسولات فموية او كريمات موضعية» وهو يساعد على تقصير مدة الهجمة وتسريع الشفاء وتعتبر المعالجة بطريق الفم اكثر فعالية منها عن طريق التطبيق الموضعي، واكثر مايفيد العقار عندما يعطى قبول ظهور الحويصلات.
تشبه آلية تأثيره السايكلوفير من خلال تثبيطه لاصطناع الحمض النووي للفيروس.
3) معالجات موضعية:
مثل كريمات الAcyclovir وغيرها.
الوقاية من الاصابة
تعتبر الوقاية من الاصابة بالحلأ التناسلي هي الضمانة وهو العلاج الانسب والانجع لأن الاصابة مزمنة وناكسة ولا شفاء منها واصابة احد الزوجين ستؤدي حتماً لإصابة الآخر وربما لإصابة الاولاد.
ومن هنا يعتبر الابتعاد عن المقاربات الجنسية غير المشروعة هو الامان والضمان للحماية من الاصابة، كما ان استخدام الواقي الذكري من العوامل المساعدة لمنع عدوى الشريك.ويعتبر التعليم والتثقيف الصحي من الوسائل المساعدة على منع العدوى.
د. أحمد الربعي(*)
|