سعادة رئيس تحرير جريدة «الجزيرة» حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلما اقرأ زاوية «أبي بدر» الأستاذ حمد القاضي عضو مجلس الشورى حفظه الله أشعر براحة عميقة وأحس أن كلماته تخرج من القلب بإحساس صادق وشعور عميق برسالة الكلمة والحرف.ومن تجليات الأستاذ حمد القاضي ما كتبه في العدد «11244» في زاويته «جداول» التي أصبحت جدولاً رقراقاً لامس أماني المواطنين فأصبحت جداول .. وأمطرتهم حباً .. تكلم عن رسوم الوقوف بمطار الملك خالد الدولي بعنوان «رحمة بالمواطنين يا رئيس الطيران»..
إن مواقف مطار الملك خالد الدولي مواقف في غاية الروعة والتنظيم وهي مواقف مظللة ومحروسة ووقوف السيارات بها يتم بشكل منظم حيث ان هناك أرقاماً على الأعمدة تدل على كل مربّع ودور .. ولكن هذه الزيادة المضاعفة في الرسوم زيادة بنسبة 100% أي ريالان للساعة بدلا من ريال واحد يعتبر إجحافاً بحق المواطن فالذي تقف سيارته في إجازة نهاية الأسبوع ولنفترض أنه أوقفها في نهاية دوام يوم الأربعاء إذا كان موظفاً أو معلماً أي الساعة الثالثة ظهراً أي 8 ساعات ليوم الأربعاء + 24 ساعة ليوم الخميس + 20 ساعة ليوم الجمعة «إذا افترضنا عودته الساعة الثامنة مساء» = 52 ساعة x ريالين= 104 ريال وهذا سعر باهظ جدا وكبير.. وهنا أصابني الشك بأن هذا سيجعل الناس يتركون المواقف ويلجؤون إلى سيارات الليموزين من مدينة الرياض حيث ان أجرة الذهاب إلى المدينة خمسون ريالاً والعودة منها خمسون ريالاً = 100 ريال .. فمن يريد ان يقف لمدة تزيد على خمسين ساعة سيستخدم سيارة الليموزين لأنها أقل في التكلفة وأعتقد من يريدون الوقوف في المواقف لمدة 50 ساعة وأقل هم عينة كبيرة جدا ممن يستخدم هذه المواقف قد تزيد على 60% أو 70% على أقل تقدير وهم حتما سيلجؤون إلى استخدام سيارات الليموزين ما دام أنها أقل تكلفة وقد يكون هذا سبباً غير مباشر لهذا الإجراء العجيب والغريب الذي اتخذته رئاسة الطيران المدني.. ولكن هل «حسبها» الطيران المدني وعرف انه من يستخدمون هذه المواقف سينفرون منها ما دام انهم وجدوا خياراً أقل تكلفة وهو سيارات الليموزين ولنفترض ذلك فلماذا لا يقارن بين دخل المواقف خلال إجازة نهاية الأسبوع قبل رفع رسوم الوقوف للساعة من ريال إلى ريالين وقبل ذلك «عندما كانت بريال واحد».. حتما سيجد انها قبل ذلك أكثر.. ولكن لنفترض ان هناك عشرة آلاف سيارة تستوعبها هذه المواقف وتقف فيها يومياً أي أن الرسوم اليومية لهذا الوقوف هي 000 ،10x2x24= 000 ،480 ريال يومياً أي ما يقارب من نصف مليون ريال.
ولكن قد يكون الوقوف بريال للساعة مناسباً لمواقف مثل مواقف مطار الملك خالد الدولي لأنها مواقف مظللة ومنظمة.. ولكن ما بالكم في الوقوف بريال واحد للساعة في شمس حارة تتلظى .. وتتحوّل أسطح الاسفلت عليها إلى قطعة من جهنم في فصل الصيف.. هل رسوم الوقوف ثابتة «ريال واحد» للمواقف المظلّلة والتي أنفق عليها ملايين الريالات كمواقف مطار الملك خالد الدولي ومواقف لم ينفق عليها إلا ريالات معدودة أو هي في أرض فضاء مكشوفة كمواقف مطار القصيم الإقليمي «ولا تهون المطارات الصغيرة الأخرى» انه إذا كانت رسوم الوقوف بمطار الملك خالد «ريالاً واحداً» ويجب ان تكون كذلك فإن رسوم الوقوف بمطار القصيم يجب ان تكون بنصف أو بربع ريال «وكثيرة» على مواقف مثل مواقف مطار القصيم الإقليمي حيث ان السيارات تقف في العراء وفي الشمس الحارقة والعجيب والغريب انه قد تم وضع بعض المظلات التي تستوعب عدداً قليلاً من السيارات.. والعجب العجاب ان رسوم الوقوف في هذه المظلات مساو للوقوف في الشمس الحارقة التي تذيب الحديد .. «قسمة ضيزى».. هل انتبهت لذلك إدارة مطار القصيم الإقليمي.. كيف يعامل على قدم المساواة سيارة تقف في مكان ظليل مع سيارة تقف في شمس تتلظّى.. وقد تتلف مراتبها وتلتوي وتتشقّق من حرارة الشمس ويبهت لونها..
والعجب العجاب أيضا هو ان هذه المواقف مبهمة المدخل والدخول إليها هو كاللغز وكالكلمات المتقاطعة أو هي كلعبة المتاهة أي الدخول من مدخل الوصول إلى آخر الهدف.. حيث ان المدخل لهذه المواقف يتطلب ان يلتف المسافر حولها حتى يصل إلى المدخل من الجهة الشمالية.. وهناك العديد من المداخل المعطّلة والمغلقة.. أعتقد ان إدارة مطار القصيم الإقليمي لديها خطط لتطوير هذه المواقف من عائد جباية الوقوف بها وأعتقد ان تكاليف تطوير هذه المواقف لن تتجاوز 5 أو 7 ملايين ريال فلو افترضنا وقوف 300 أو 500 سيارة يومياً في هذه المواقف في المتوسط فان هناك 500x24x1= 12000 ريال يومياً وحوالي 12000x30=000 ،360 ريال شهريا وحوالي 000 ،320 ،4 ريال سنوياً أي حوالي 5 ملايين ريال سنوياً وأعتقد انه بدخل سنة من هذه المواقف يمكن تطويرها لتكون مواقف بمستوى مطار القصيم .. وليس من المعقول مقارنة مواقف مظللة في المطارات الدولية بمواقف بساحة مكشوفة في شمس حارقة.. كما ان صالة الركاب بمطار القصيم الإقليمي بحاجة إلى إعادة نظر فيها من «الشينكو» الحديدي ويجب إعادة تطويرها وتزويدها بمقاعد مريحة وبوفيه مناسب فقد ظلت هذه الصالة على وضعها من سنين طويلة ويجب ان تكون هذه الصالة بمستوى منطقة القصيم وبعدد الركاب الكبير الذي يجب ان تستوعبه وان يتم تطوير «كاونتر المطار» وزيادة عدد الموظفين عليه.. وتأمين رافعة لإيصال المعاقين إلى باب الطائرة.
م. عبدالعزيز بن محمد السحيباني
|