الأمن ضرورة حياتية ومطلب فطري لا غنى عنه للبشرية ويحتاج إليه في كل زمان وفي كل مكان وفيه مصلحة للأفراد والشعوب فلا حياة بلا أمن ولا ازدهار إلا به ولا يدرك ضرورية الأمن ومهمته إلا من عاش في جنبات الكفر والطغيان إذ يقول الشاعر:
إذا الإيمان ضاع فلا أمان
ولا دنيا لمن لم يحيي دينا
الأمن يحتاجه الحاكم والمحكوم، الأمن يحتاجه ينشده الراعي والرعية والعلماء والعامة يقول النبي صلى الله عليه وسلم مبيناً فضل نعمة الأمن ورفيع قدرها: «من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوته وقوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها» ويقول الله تبارك وتعالي ممتنا على قريش بنعمة الأمن: {فّلًيّعًبٍدٍوا رّبَّ هّذّا البّيًتٌ، الذٌي أّطًعّمّهٍم مٌَن جٍوعُ وّآمّنّهٍم مٌَنً خّوًفُ}... في الآونة الاخيرة سعى أناس قصدهم الإفساد بالأرض والإخلال بالأمن في بلاد الحرمين وأرادوا بأفعالهم الجوفاء طمس معالم الصورة التي رسمها الملك عبدالعزيز رحمه الله تعالى وأبناؤه الميامين.. من تحكيم لشريعة الله وإقامة للعدل اللذين هما السببان الموصلان للأمن ولكن خيب الله آمالهم ومساعيهم بأن هيأ لهذا الدين رجالاً شمروا عن سواعد الجد ذودا عن هذه البلاد مهما كانت السبل الموصلة إلى ذلك ومهما كانت تلك السبل مكلفة.. فهم بين شهيد وبين مكلوم.. وقد تبين لنا وللأمة شر تلك الطائفة حرمة ما فعلوه وفساد ما اقترفوه وضلال النهج الذي نهجوه وقصدهم الإفساد والتخريب في معقل التوحيد ومنطلق الدعوة ومنبع ماء الرسالة الصافي الزلال وهذا والله لهو أعظم محاربة لله في أرضه وشرعه وخروجاً عن طاعته وطاعة رسوله ومن ولاه الله أمر المسلمين وأجمعوا عليه وقد استهدف هؤلاء الحرمين الشريفين ولم يعظموا حرمتهما التي جعل الله لهما ولم يحفظوا لهما فضليهما ولكم ضيق هؤلاء على المسلمين بإزهاق أرواح مؤمنة وبقتل أرواح معاهدة وإتلاف أموال محترمة وكفى بسمعة الإسلام والمسلمين تشويها يدل على تحريم ما اقترفوه وما فعلوه.. فهم اعتقدوا ما لم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا هدي أصحابه ولا سلفهم الصالح وإن كانوا يريدون بذلك البر والمعروف وكم من مريد للخير لن يصبه.
أسأل الله أن يحفظ لهذه البلاد أمنها واستقرارها وأن يحفظ ولاة أمرها وولاة أمور المسلمين.
www.thbat.net
|