Monday 4th august,2003 11267العدد الأثنين 6 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عندما تواجه الكلمة طرقاً وعرة عندما تواجه الكلمة طرقاً وعرة
حمد عبدالرحمن المانع/شركة اليمني للسيارات الرياض

يدور في خلد الكاتب أحياناً أفكار ربما يستقيها من الواقع المعاش أو من خلال استقرائه لقضية معينة قد تتطلب البحث والتنقيب والتمحيص والإحاطة بجميع جوانبها.. لتتبلور في ذهنه ويقوم بإعداد الصيغة المناسبة، فيأذن لها بالنزول على الورق ليسوقها مترادفة كلمة تردف الأخرى. وانطلاقا في هذا الاتجاه فإن تحري الدقة من الأهمية بمكان، والكلمة سلاح ذو حدين إذ يمكن استخدامها للبناء ويمكن استخدامها للهدم ايضا، وهذا مقرون بطبيعة الحال بعدة عوامل منها صحة وسلامة الهدف وكذلك التوقيت المناسب واختيار الوسيلة المناسبة للوصول إلى الهدف بيسر وسهولة. فالكلمة الصحيحة في السياق الخطأ أو الكلمة الخطأ في السياق الصحيح كلتهما ستؤدي للنتيجة نفسها. واستفراز القارئ ليس بالأمر الصعب بيد ان الحصول على قناعته هو الأصعب. والقارىء فطن ويفهم ما يراد بين السطور حتى وإن بلغ الكاتب من الحيلة والدهاء ما يعتقد بأنها ستمكنه من التخلص والتملص، إلا أنه حتماً سينكشف، وإذا كان الطرح يتطرق الى قضية حساسة تهم المجتمع بشكل عام فإن على الكاتب في هذه الحالة توخي الحرص والحذر وعدم الخوض في امورف قد توقعه بقصد أوبدونه ي المحظور وتؤلب عليه القراء وهو على فعل ذلك غير مجبور. فإذا لم ترافق الكتابة الحكمة (ورأس الحكمة مخافة الله) فإن الطرح يولد خديجا وغير مكتمل النمو وحتماً لن يستمر بانتفاء الأساس فلا بناء بدون أساس، حتى وإن كانت العواميد قوية وصلبة فإن هذا البناء لا يفتأ أن يتهاوى مع اول هبة ريح خفيفة قال الشاعر:


هذي الكتابة دين أنت غارمه
كل بما سطرت يمناه مرتهن

ومن نافلة القول أن الإبحار في الأعماق يتطلب معرفة دقيقة بالعوم، لكي لا يغرق الكاتب ويغرق الآخرين معه ويحوم حول دائرة يكتنفها الغموض من كل جانب ويلاحقها الشك حتى وإن كان في ثنايا مقالته قول صائب، فالحكم غالبا يكون على الظاهر ولا يعلم بالسرائر إلا الخالق سبحانه وتعالى، والدبلوماسية في الكتابة وهذا المصطلح الذي ما أحوجنا إلى تأصيله وتفعيله والمتمثل في بلوغ الهدف بسلامة المنطق وحسن الحوار المقنع والهادف. وما يلاحظ حقيقة من لدن بعض القراء ومن خلال استشفاف الردود هو إساءة الظن حتى يثبت العكس مع أن المفترض هو حسن الظن حتى يثبت العكس ولذلك قيل المتهم بريء حتى تثبت أدانته ولم يقل بأن المتهم مدان حتى تثبت براءته. فتغليب حسن الظن على سوئه أمر حتمي وحث عليه ديننا الحنيف. قال تعالى: {يّا أّيٍَهّا الذٌينّ آمّنٍوا إن جّاءّكٍمً فّاسٌقِ بٌنّبّأُ فّّتّبّيَّنٍوا أّن تٍصٌيبٍوا قّوًمْا بٌجّهّالّةُ فّتٍصًبٌحٍوا عّلّى" مّا فّعّلًتٍمً نّادٌمٌينّ} [الحجرات: 6].

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved