* مدريد د.ب.أ:
حطم زوج ماريا ديل مار رأسها بمطرقة، ثم سكب سائلا مذيبا على جسدها وقطعه إربا إربا ثم وضعه في حقيبة من البلاستيك وصب كتلة خرسانية فوقه.
اكتشف رفات الممرضة البالغة من العمر أربعة وثلاثين عاما في منزلها بالقرب من برشلونه، الجريمة التي ارتكبها زوجها وهو ضابط شرطة- ليست استثناء في اسبانيا فالتقديرات تشير إلى أن مليوني سيدة اسبانية أي نحو 12 في المائة من مجموع سيدات البلاد يشهدن الجحيم بشكل يومي على يد أزواجهن أو أصدقائهن ذوي الطبيعة العنيفة.
وقد قتلت أكثر من ثلاثمئة امرأة نتيجة العنف الاسري على مدى السنوات الاربع الماضية وتتزايد الحالات من هذا النوع بشكل مزعج.
وقتلت 42 سيدة على الاقل على يد شركائهن في الشهور السبع الاولى من العام الجاري وهو ما يعادل العدد الذي قتل العام الماضي بأكمله.وتدين الصحافة «وباء الارهاب الاسري» فيما تبنى البرلمان إجراءات طارئة لحماية النساء.
ومعظم ضحايا العنف المنزلي من ربات البيوت ذوات المستوى التعليمي المنخفض بيد أن الظاهرة وصلت إلى السيدات في أعلى درجات السلم الاجتماعى.
تقول إيزابيل -23 عاما التي تركت زوجها النجار مؤخرا «كان دائما يضرب رأسي في الحائط أو في الاثاث ويجعلني أنام في وضع الوقوف ويحرمني من الطعام».
ويتخذ العنف المنزلي أشكالا متعددة منها المضايقات واللجوء إلى التهديدات والاهانات.
وتكمن جذور العنف في مزيج معقد من ثقافة الرجال التقليدية في اسبانيا وعدم استقلال المرأة من الناحية الاقتصادية ونظرتها الدونية إلى ذاتها وعدم مبالاة المحاكم والسلطات.
وأبلغت نحو 000 ،30 امرأة عن حالات عنف منزلي عام 2002 وذلك بعد أن عانين لسنوات في صمت. ويقول منتقدون إن القضاة لا يأخذون تلك الشكاوى بالجدية الكافية ويعاملون المعتدين بلين وهوادة.
وقدمت زوجات كثيرات عشرات الشكاوى ضد أزواجهن الذين قتلوهن في نهاية المطاف.
|