ما وقع من أحداث إرهابية نفذتها الفئة الباغية والخارجة عن الدين والعرف والأخلاق والقانون والإجماع والولاء الوطني في كل من الرياض وطيبة الطيبة ومكة المكرمة، ثم ما استتبع ذلك من ترويع للآمنين وسفك للدماء هنا وهناك من أجزاء هذه البلاد الحبيبة وكان آخرها اكتشاف وملاحقة الخلية الإرهابية في مضارب نجد ومزارع القصيم ومراتع صبا الشاعر الجاهلي المشهور ذي الرمة، كل هذه الأحداث تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك مقاصد الإرهابيين ونواياهم الخبيثة التي تنطوي على حقدٍ دفين وكراهية ملأت نفوسهم ثم فاضت خارج جوانحهم لتحرقهم أولاً وتحرق الذين أيدوا أفكارهم وباركوا أفعالهم وآمنوا بمنهجهم بل وسار منهم كثير على ذات الوتيرة التي نبتت وتغذت ونمت على الفكر الضال الدخيل على عقيدتنا وديننا وسماحتنا وطباعنا وأخلاقنا وشيمنا الفاضلة التي سُدنا بها الأرض قبل ذلك وملأناها عدلاً وقسطاسا بعد أن شبعت ظلماً وجوراً.
والحمد لله خبُرت قيادتنا الرشيدة أيدها الله بنصره مواطن الداء وبشرتنا على لسان سمو ولي العهد الأمين ألا مكان لفكر ضال وعقيدة منحرفة بيننا حيث تعهد سموه الكريم باجتثاث الغرس السيىء من جذوره وملاحقته في جحوره فانقلب الجميع بنعمة من الله وكرم ورضوان بفضل البُشريات المتلاحقة والوعود الصادقة بالنيل من أولئك الأشرار ممن خانوا العهود وأنكروا المعروف، وسعى رجال الأمن البواسل بكل إمكاناتهم وجهودهم لتطويق من يريدون أن يخترقوا أمن هذه البلاد وان يهددوا مصالحها ليتساقط افراد الطغمة الفاسدة تباعاً أمواتا وأحياءً وكلما رأينا انتحارياً ذهب من وجه الأرض كلما زدنا فرحة وثقة في حكومتنا الرشيدة ورجال أمننا الأوفياء، وكلما ظهرت بقعة سوداء على الثوب الأبيض النقي الذي تمثله مملكتنا الحبيبة كلما سعى الجميع لإزالة تلك البقعة بالتماسك والالتفاف وزيادة اليقين حول ولاة أمرنا حفظهم الله والوقوف معهم صفاً واحدا ضد هؤلاء المنحرفين والمخربين وضد دعواتهم المضللة التي أخرجتهم عن الصف والولاء والطاعة، ويقيننا الذي لا تحوم حوله الشبهات وثقتنا التي لا تهزها الرياح العواتي ألا تقوم لهؤلاء الخوارج قائمة بعد ان أوقعوا أنفسهم في شر أعمالهم {وّعّسّى" أّن تّكًرّهٍوا شّيًئْا وّهٍوّ خّيًرِ لَّكٍمً } فالذين اندهشوا وفوجئوا بأحداث القصيم وانفجعوا لهول المصيبة نقول لهم: الحمد لله الذي أوقع هؤلاء المنحرفين في أيدي رجال الأمن الذين ضحوا بأرواحهم رخيصة في سبيل الدين والوطن، ولو لم يتم اكتشافهم في هذا الوقت لكان من الممكن ان يستشري سرطانهم في جسد الأمة وتسري حمى أفكارهم المضللة على من حولهم من الأبرياء البسطاء لكن ان يكبتوا في جحورهم المظلمة كعقولهم فهذا هو المطلوب، فالجنة والخلود للشهيد المطيري ورفاقه الأبرار الذين كتبوا أنشودة وملحمة الوطنية بدمائهم الذكية وأصبحوا قناديل وشموع ضوء يهتدي بها السالكون في طريق الأشواك التي غرسها الحاقدون والشامتون على مسيرة ونهضة وحب الوطن الكبير، فرد الله كيد الكائدين في نحورهم وحفظ العباد والبلاد وأسبل عليها ثوب صونه وأمانه.. ورحماك يا أمان الخائفين.
الرياض فاكس 014803452
|