{وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) }.
كل الوجود دليل على وجود الله وعلى قدرته وعلمه بما كان وما يكون. والحياة كذلك كلها تصديق لهذه الحقيقة.. وباستعراض سريع لحياة الناس ندرك ان الارزاق بينهم مقسومة حسب خطة مقدرة من خالقهم.. فهذا غني وذاك فقير. وهذا راض وذلك متضايق لا يقنع بما قسم الله له..
والله عز وجل هو الخبير البصير بكل واحد منهم، وهو الذي يعلم انه لو بسط لهم الرزق ووسعه عليهم لبغوا في الأرض وتجاوزوا حدود المعقول وظلموا عباد الله وغمطوهم حقهم..
ولإرادته عز وجل ان يعيش الناس في هذه الحياة متساوين في اتاحة الفرصة لهم وفي طلب الغنى والرزق نزل بقدره ما شاء من الأرزاق مما يعلم انه يبقي هذه الحياة متماسكة إلى الأجل الذي يريده..
اللهم لا تعذبنا بسبب بغينا.. فإن فينا من يبغى في الأرض دون ان يبسط عليه الرزق فكيف به لو بسط له الرزق؟؟
الحرص:
يوجد أناس يقتلهم الحرص ويقضي عليهم الطمع فلا ينفكون يفكرون ويوسوسون ويتضايقون حبا في جمع الأموال، وتكديسها ولو لم يكن لهم بها حاجة وآخرون يحسدون اخوانهم ممن ادركوا قسطاً من المال. وإلى هؤلاء وهؤلاء نورد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم..
«إن رزق الله لا يجره حرص حريص ولا ترده كراهية كاره».
قدر العلم:
سمع أحد العلماء رجلاً ينشد هذا البيت:
استودع العلم قرساطا فضيعه
وبئس مستودع العلم القراطيس
|
فقال: ما اشد صبابة القائل بالعلم وصيانته للحفظ.. ان علمك من روحك، ومالك من بدنك.. فصن علمك صيانتك روحك، ومالك صيانتك بدنك..
لقد تمنيت وأنا أقرأ هذا البيت والتعليق عليه ان يرى ذلك العالم زماننا اليوم، الذي ضيع فيه العلم كثير من الناس وزهدوا به وألهتهم الدنيا عن حلاوة العلم والأدب.. فصارت المجالس بلقعاً من البحوث العلمية أو حتى القراءة في الكتب والقصص النافعة..
فما تراه قائلاً.. انه سيسكت عن القول من هول الصدمة..
اننا اليوم نصون مالنا ولكننا لا نصون علمنا ولا حتى نحترم العلماء والمتعلمين..
اللحن:
«كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري وقد قرأ في كتابه لحنا فقال له: قنع كاتبك سوطا..».
رحمك الله يا ابن الخطاب انك لغيور حتى على اللغة.. تكره اللحن واللحانين وتجازي على اللحن بالضرب انك على حق يا أبا عبدالله فهل يجدر بقاض ان يصدر منه كتاب فيه لحن؟.. لا والله.. وليتك ترى زمننا اليوم.. ان اللحن قد فشا وتجاوز حد المألوف فلا تجد إلا النادرين ممن يعنون بكتاباتهم، وبحديثهم، فيبعدون عن اللحن ويصححون الخطأ..
بماذا تراك مجازياً هؤلاء؟ هل يكفي ضربهم؟ اعتقد انك ستفصلهم من وظائفهم وتحرمهم من أعمالهم حتى يقوموا ألسنتهم، ويعدلوا اقلامهم ويصونوا لغتهم ويحافظوا عليها..
ايه يا ابن الخطاب لقد ماتت «درتك» معك فلن تعلو الآن رأس أحد.. واللحانون أصبحوا بمأمن منها.. فراحوا يتلاعبون بالألفاظ ما حلا لهم اللعب..
فمتى يعربون..؟
|