أود ان أقول أشياء.. ولديّ أشياء أكثر ولكني لا أدري كيف أتحدث عنها، وقد يكون هذا نتيجة للضياع الذي أعيشه أنا.. وأنت.. وكل من هو حلقة في سلسلة عمر الشباب.. بحثت عن مكان أتحدث منه إلى هذا الحشد من الناس فلم أجد أفضل من الشواطئ.. وعفواً لم أقصد شواطئ البحر الأحمر أو المتوسط أو سواه.. وإنما أعني شواطئ الحياة.. كما انه ليس معنى هذا ان الحياة بحار.. بل انها على العكس من ذلك وانما هذا البحر يحوي بحاراً عدة منها.. بحار الفن، والأدب، والسياسة، والاقتصاد، التعاسة، والسعادة، بحار الدموع، بحار المجتمعات بمشاكلها «العويصة» الحرب والسلم، الظلام، والنور، وهلم جرا.. وقد اخترت هذا المكان أو بمعنى أصح هذا المنفذ لأنني أخشى الابحار بدون مجداف بل مجاديف متعددة، وكيف هذا وأمامي الأمواج متلاطمة.. والرياح صاخبة.. وهل هناك اجمل من الاحداق في هذا العالم من على الشواطئ؟؟ وقد يولد هذا الوقوف احتراقا في نفس الفرد.. إلا انه لا بد وان يفخر بهذا الاحتراق.. وقد حق له ان يباهي!! أليس الاحتراق يخلق الشموع.. وليست الشموع سيوف الحقيقة التي تمزق «أردية» الظلام.. ونبدد اشلاءها وسط اللا شيء..
الذي يحاول ان يخلق المصاعب ويوجد العقبات دونما أي مبرر.. ان كل بداية تحتاج إلى تفكير في الصعود قبل النزول وروية تخلق التحدي في نفس الإنسان.. وتعطر مرحلته الحياتية بشذى النجاح.. والانتصار.. وكشف حقيقة الفشل بأنه طريق ممهد إلى خطى زاوية الاخفاق.. ومعول نحطم به صرح اليأس العنيد الذي يحاول ان يفرض نفسه.. ويغرس جذوره «الخبيثة» في تفكير كل إنسان.. وهناك مثل أحب ان اذكره وهو ان دخول البيوت ليس باقتحامها فوضويا.. او بتسلق أسوارها.. وانما بولوجها من الأبواب.. ثم ان محاولة تجشم أي مجال بدون روية أو تفكير ينتج عنه ردة فعل ليست محمودة لأنه لكن فعل رد فعل مساوٍ له في القوة.. ومعاكس له في الاتجاه.
|