اطلعت عبر صحيفة الجزيرة الغراء في صفحة المقالات على مقالة تطرح قضية في غاية الأهمية الا وهي قضية السعودة للاستاذ حمد بن عبدالله القاضي ونشرت في يوم السبت بتاريخ 19/5/1424هـ رقم 11251 تحت عنوان «الأسواق التجارية وضرورة المبادرة الى سعودتها» فأود الاشارة إلى ما قاله والتعليق والاضافة على ذلك، وفي البدء اشكر الكاتب على طرحه لهذه القضية التي تشغل بال كل منتم لهذا الوطن المعطاء، فبرهان حب الوطن هو العطاء ودون ادنى شك ان دعم قرار السعودة الجريء هو من اهم المجالات التي تؤكد على صدق الانتماء للوطن فعندما نحارب السعودة فنحن نحارب ابناء الوطن ونحارب قبله الوطن، فالوطن للجميع وجميعنا للوطن في كل مجال فالذي يعيق وطنه يعد عاقاً بأهله ورد في الاثر قول رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم «خيركم خيركم لاهله وأنا خيركم لأهلي» وقوله «وابدأ بمن تعول» فالاقربون احق بالمعروف، واوافق الكاتب في ان السعودة اصبحت شعاراً يتشدق به الكثير فالسعودة تتطلب التنفيذ وليس التنظير وهي افعال ترى على ارض الواقع وليست شعارات تقال للتسويق ولقد اقترح كاتبنا احد مجالات الاستيعاب وهي الاسواق التجارية وقد احسن عندما قال إنها لا تحتاج الى كبير تأهيل او عظيم تدريب ومع ذلك نجد العمالة الوافدة هي التي تديرها ومما لاشك فيه انها احد المجالات الحقيقية والكبيرة لاستيعاب الكثير من شبابنا، وحقيقة سمعت كغيري بسعودة الوظائف البسيطة ظناً أن السعودي لا يملك الكفاءة سوى في هذه الوظائف البسيطة، فقط بينما العمالة الوافدة تسرح وتمرح وتترزز وتتربع وتحظى بأرقى المهن في قطاعات عديدة وتتحكم في السعودي في وطنه فلماذا نحارب أبناء الوطن بسلاح الوافد في الوقت الذي نجد لدينا ما يسميه البعض بالبطالة واستطيع ان اسميها «سوء تخطيط» وانانية وضعف انتماء وجشع وخيانة فلدينا بطالة ابطالها العمالة الوافدة فنحن مازلنا نرتكب اخطاء سياسة استخدام عمالة بدون حساب على حساب المواطن السعودي فكم تأشيرة تمنح يومياً لمستخدم على حساب مواطن سعودي ينضم لقائمة العاطلين وحجة اصحاب القطاع الخاص أن هذه العمالة اجرها رخيص وهذا يؤكد أن ضعف الانتماء والجشع من المستثمر المادي هما السببان الرئيسان في محاربة السعودة «فلنبق سمننا في دقيقنا ولا نكون نخلة عوجاء بطاطها في غير حوضها» فمن حق السعودي أن ينعم بخيرات وطنه فمن المؤسف أن نتحدث عن وجود بطالة في بلادنا وبلادنا بلد الخيرات ومقصد لكل طالب رزق وخيرها عم القاصي والداني فوطننا وشعبه اولى بالتنعم والتلذذ بخيراته ولماذا بلادنا تعج بالعمالة الوافدة ولدينا شباب قادرون ومؤهلون لخدمة وطنهم وبكفاءة فما الذي يميز الوافد على ابن الوطن؟ فجميعنا طالب بقرار سعودة الوظائف وهو مسئولية الجميع وعلينا أن ندعمه على كافة المستويات ففيه الخير العميم ولابد ان يكون قراراً الزامياً ينفذ وبحزم ولابد أن تمنح المزايا لمن يساهم في توظيف الشباب السعودي وكل من يحارب السعودة يجب محاربته لانه عدو للوطن.
ومرحباً بالعمالة الوافدة ولكن بقدر الحاجة وفي مجال نحتاجه وليس على حساب ابن الوطن، فدول سبقتنا حضارياً ومازالت تعتمد على العمالة الوافدة ولكن لحاجة ماسة وليس كما يحدث في بلادنا الباب مفتوح على مصراعيه لتتدفق العمالة من كل حدب وصوب ليحاربوا السعودي في لقمة عيشة ويشكلوا خطراً على امنه واستقراره، وكلنا نعرف مساوئ الاستقدام لاختلاف الأديان والعادات والتقاليد فكم حجم العائدات المالية السنوية التي توفرها هذه العمالة لبلدانها مقابل ما يتعرض له الوطن وما يعانيه المواطن السعودي فعندما يتعرض الوطن لاي اذى نجد ابناءه يضحون له بالنفس والنفيس فقد آن الاوان للعناية بشبابنا وبقضاياه فعندما مر وطننا بأزمة الحرب الامريكية على شعب العراق الشقيق كلنا سمع ورأى حجم الطوابير البشرية في المطارات من العمالة الوافدة في كل بلد خليجي تستعد للهرب خوفاً من الموت وقد رأينا صوراً لهؤلاء العاملة وقد تعالى صراخها وصراخ اسرها بالعودة فالخليج في خطر فمهمة الوافد ان يأكل خيرات الوطن ويحزم حقائبه ويهرب في اي لحظة خطر ضارباً بمصلحة الوطن الذي يعمل فيه عرض الحائط ولقد تمنيت أن نستخلص الدروس المستفادة من هذه الحرب لنا كمجتمع وكوطن وكأمة ولنعلن الحرب على كل معوق ومثبط يقف خلف كل جهد بناء لمصلحة وطننا وانطلاقة المباركة فكيف نساهم في بناء وطننا اذا كنا نحارب ابناءه؟..
إن محاربة ابن الوطن في وطنه جريمة وخيانة كبرى بحق الوطن فاذا كل الشباب عماد الأمة وثروتها الحقيقية وسلاحها ضد الاعداء فلماذا نقضي على اسلحة الوطن الفعلية ولماذا لا نسعى لتأهيل وتقوية هذا السلاح ليكون لنا لا ضدنا فأمن الوطن والمواطن مسئولية كل مواطن كل بحسب موقعه وكل مواطن مسئول وتوفير فرص العمل امناً للوطن وحماية للشباب من الانحراف فلابد من حل لهذه المشكلة التي تعد ام المشاكل واضم صوتي الى صوت الكاتب وصوت كل من كتب في ان يبادر مجلس القوى العاملة ووزارة العمل في وضع الاسواق وغيرها من اعمال يستطيع السعودي ان يشغلها في قائمة الجهات التي يلزم سعودتها سعودة كاملة فابن الوطن هو من يختار المهنة وله الاولوية في كل مجالس وليس بحاجة لفضلة الاجنبي واوافق الكاتب في مقترح سعودة الاسواق او اغلاقها او عدم السماح بفتح اسواق جديدة الا باشتراط تشغيل الايدي الوطنية العاملة في هذه المحلات فقد حان الوقت لتطبيق قرار السعودة في كل مجال وبحزم وحان الوقت لنقول لكل عامل وافد لا نحتاجه في وطننا الآن شكراً جزيلاً لك على كل جهد مخلص قدمته لوطننا فالافضلية لابن الوطن ولابد أن يتعاون اصحاب القطاع الخاص مع الدولة في توظيف الشباب السعودي الطموح فمن المؤسف ان نرى اعتماد القطاع الخاص على العمالة الوافدة في الشركات والمؤسسات وغيرها والشباب السعودي يظل ممسكاً بملفه يلف به ويتوسده لسنوات دون أن يجد عملاً فيا اصحاب القطاع الخاص الدولة اتاحت لكم الفرص الاستثمارية بالمساهمة في نهضة هذا الوطن الغالي فمن المواطنة الحقة تشجيع وتأهيل الشباب السعودي والثقة بهم واستيعاب اكبر قدر منهم فقد اثبتوا جدارتهم في جميع المجالات ولا يمكن مساواتهم بالعمالة الوافدة التي تستنزف ثروات الوطن ولا تقارن بتضحية المواطن وصبره وصموده امام التحديات التي تواجه الوطن فلماذا نفتح ذراعينا للوافد ونحارب ابن الوطن بالشروط التعجيزية والتي منها الخبرة واللغة والراتب الزهيد الذي لا يفي بمتطلبات الحياة فضلاً عن الادخار والشباب ينتظرهم مستقبل كبير ويأملون تحقيقه فيحتاجون لوقفة حانية من الجميع ولاسيما من أصحاب رؤوس الاموال باستثمارها داخل الوطن لخلق فرص وظيفية اكبر لشباب الوطن فلماذا لا تساهمون في بناء وطنكم ورد الجميل له فهو صاحب الفضل بعد الله فيما وصلتم اليه من مكانة.
البندري عبدالعزيز/الرياض
|