|
|
تمكن العلماء المسلمون لأول مرة في التاريخ من صنع آلة تسمح بدوران ملف بالتدرج لا بدفعة واحدة وذلك عام 160هـ في عهد هارون الرشيد الخليفة المعروف وذلك باختراع رقاص الساعة، فما هو رقاص الساعة؟ وما أهميته؟ أما رقاص الساعة فهو قطعة من معدن على شكل نصف دائرة وترتكز على قضيب معدني ولها طرفان مدببان وتكون القطعة مقابلة لملف لولبي له أسنان وهذا الملف يدور بسبب سلك من مطاط أو (زنبرك) مطوي عليه. وعند تحرك الملف بشكل دائري أي بدورانه على نفسه فإن رقاص الساعة بطرف واحد يسمح بالدوران، أما الطرف الآخر فيعمل على ايقاف الحركة ولكن قوة التفاف الملف تعيد الحركة فيسمح الطرف الأول بالالتفاف وأما الطرف الآخر فيعمل على توقيف الحركة وهكذا يدور الملف بالتدرج وخلال ساعات أو أيام تتوقف حركة الملف كلياً وينبغي عندئذ إعادة لفها، وتكمن أهمية رقاص الساعة في صنع الساعة الدقاقة التي انتشرت من العالم الإسلامي الى أوروبا في عصر النهضة، وهذا الاختراع العجيب وهو رقاص الساعة لا يزال يستعمل حتى الآن في الساعات الميكانيكية. والعالم الإسلامي قد ورث الحضارة الفارسية، وورث الطواحين الهوائية وورث أيضاً آلية التروس الدائرية ونقل الحركة من ترس إلى آخر ويا للعجب لو علمت أخي القارىء أن تساقط أوراق الشجر من الأعالي ودورانها أثناء السقوط كان الملهم في صناعة الطواحين الهوائية فهي تدور لأنها أخذت شكل أوراق الشجر. وأنه لمن الضروري لكل موهوب في صناعة الآلات أن يبدأ بفهم أعظم إنجاز إسلامي ألا وهو رقاص الساعة الذي سمح باستمرار الحركة الميكانيكية لأطول مدة ممكنة وحتى إننا لنجده في لعب الأطفال كالسيارات وغيرها وإن علينا أن نتباهى بهذا الاختراع الكبير وعلينا أن ندرسه لأبنائنا في جميع المراحل الدراسية وغير الدراسية. وأعود إلى ما ابتدأت به وهو أن هارون الرشيد قد أهدى لسفير الروم وبيزنطة - وأتباعه - ساعة تعمل على النظام الفريد وهو الرقاص فاندهش السفير الرومي حين سمع صوتها الدقاق وظن أن فيها مردة وشياطين. هذا وإنه لمن المؤسف أن يبتدأ بتعليم الموهوبين الكمبيوتر قبل أن يتعلموا آلية عمل رقاص الساعة الذي هو من أعظم منجزات المسلمين. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |