بادئ ذي بدء ابتهل إلى الله العلي القدير أن يلهم أولادنا وبناتنا رشدهم وان يوفقهم إلى ما فيه الخير والصلاح وأن يحقق ما ينشدونه من تطلعات وآمال ليكونوا ثمرة صالحة تشارك في بناء هذا المجتمع الخير، الذي نتمنى له جميعاً كل خير وسؤدد.
وما أنا بصدده هو حديثي عن بداية الامتحانات وبداية المعاناة من قبل أبنائنا وبناتنا الطلبة من جراء الأسلوب المتبع في هذه الامتحانات وأخص بها مادة الرياضيات هذه المادة التي كثيراً ما وقفت حجر عثرة في طريق الطالب أو الطالبة وكثيراً ما شكا منها الجميع فهي مادة جافة غير محببة لكثير من الطلاب، ومن هذا المنطلق يجب على المسؤولين ومن بيدهم الحل والربط معالجة هذه المشكلة المزمنة والبحث عن أسباب عزوف الطلبة عنها، وتحبيبها إلى الطلاب والاهتمام بها دراسة ومنهجاً وأسلوباً لتكون مادة شيقة مقبولة لدى الجميع.
غير ان ما نراه في كل عام وفي مادة الرياضيات بالذات في المرحلة الثانوية كثرة الشكاوى التي تكرر من قبل الطلبة وأوليائهم من جراء صعوبة الأسئلة وعدم وضوحها.. الأمر الذي يصيب البعض بالإحباط خصوصاً وانها بداية للامتحان وبداية للمرحلة الجامعية وكان حري بواضعي الأسئلة وأقصد المرحلة الثانوية مراعاة ابنائهم وبناتهم وتسهيل أسئلة هذه المادة وتوضيحها، ولا أقصد تبسيطها بالشكل الذي ينزع عن المادة قيمتها بل الوسطية في ذلك مطلوبة.. والطالب إذا لم يوفق فيها فستكون عقبة كؤوداً في بقية المواد الأخرى.
إنني أناشد من على منبر جريدة الجزيرة التي عودتنا جميعاً على الحوار الهادف والنقد البناء المفيد وفتح المجال في النقاش في مثل هذه المواضيع الحساسة التي تخدم أبنائنا وبناتنا دراسة المشكلة.
انني لا أطالب ان تكون الأسئلة سهلة كما يتصور البعض ولكن ان تكون معقولة وليست تعجيزية!! لأن نفسية الطالب يجب ان تراعى في الامتحان وان تهيأ لذلك ومن ضمن تهيئتها سلامة الأسئلة ووضوحها وابعاد الرهبة والخوف والتشنج من شبح الامتحانات.
إننا لا نسمع ولا نقرأ إلا بصعوبة أسئلة الرياضيات في المرحلة الثانوية رغم ان حكومتنا الرشيدة أيدها الله لم تبخل بكل ما من شأنه خدمة أبنائها وبناتها الطلبة فقد هيأت كافة السبل ووفرت جميع الإمكانيات في تذليل كل عقبة تقف في طريق تحصيلهم العلمي وليكونوا أفراداً صالحين يساهمون في بناء هذا الوطن ورفعته.. وفق الله العاملين لما فيه الخير والصلاح.
| 
