Sunday 3rd august,2003 11266العدد الأحد 5 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أمهات يتركن أطفالهن بين فكي الخطر أمهات يتركن أطفالهن بين فكي الخطر
فوزية بنت ناصر النعيم / عنيزة

حينما يحدث الإهمال من الأم «الغير متعلمة» قد نجد لها عذراً بأنها ليست على درجة من الوعي ولا تعرف الكثير من المشاكل التي تحيط بالعالم إحاطة المعصم بالسوار أقول قد.. ولكني أؤمن إيماناً قطعياً بأن الأم بالفطرة تحنو على أطفالها وتدرك مكامن الخطر وتجاهد بكل ما أتاها الله من قوة لإبعاد فلذة كبدها عن كل ما يكدر صفو سلامتهم.. ولكن ما يدمي القلب هو إهمال الأم المتعلمة التي تخرج من الصباح الباكر لرسالة سامية أولى لها فأولى ان تبدأ بهذه الرسالة من البيت ثم تخرج بها للمجتمع حتى تلاقي صدى ولكن إذا كنا ننادي بشعارات لا نطبقها فلا يجدر بنا ان ننتظر من يرخي السمع لنا وسوف ينقلب عنا البصر خاسئاً وهو حسير،، كل ذلك الأسى وجدته في خطوات تلك الطفلة الصغيرة ذات الثمانية أعوام وهي تترنح في الظهيرة المخيفة مشياً على الأقدام من المدرسة إلى المنزل البعيد... تارة تمشي على رصيف المشاة وأخرى تقفز في وسط الشارع إلى ان تكون في محاذاة سيارة محملة «بالمراهقين» ويعرضون عليها خدمة «التوصيل المجاني» والرحمة الإلهية تجعل هذه الطفلة تفر منهم إلى رصيف المشاة الذي قد يكون يشترك فيه معها عجوز مسنة أو طفل آخر مهمل ينتظر عودة أمه من المدرسة بعد ان تؤدي أمانتها العظيمة!!!! في الزمن القريب كنا نعتب كثيراً على الأمهات اللواتي يتركن اطفالهن مع الخادمة في فترة الصباح دون رقيب وكانت أقلامنا تفر وتكر محذرة الأمهات من بعض أساليب الخادمات وما يترتب على بقاء الأبناء معهن من مشاكل جسيمة قد تمتد إلى الشباب والكبار وقد تكون وخيمة جداً لا حلول لها..
والآن تقف أقلامنا حائرة تطالب بانصاف الحلول فربما وجود العاملة الآن يساهم في شيء من دفع الخطر عن الأبناء الذين يعبثون بأدوات المطبخ ويتعرضون لحوادث وخيمة وربما وجود الخادمة الآن يجعلها تسارع في فتح الباب للطفلة الصغيرة القادمة من المدرسة مشياً على الأقدام وآلاف السيارات تنتظر خلفها غفلة من غفل فتخطفها لتكون فريسة سهلة قدمتها والدتها على طبق من ذهب لأولئك «المتسكعين» الذين بلا شك كانوا نتاجاً لسلوك خاطئ من مثل هذه الأم حتى أصبح لدينا جيل يحب الانحراف ويسعى إليه..
عجبت من هذه «المعلمة» ماذا كانت تتعلم طيلة السنوات الماضية!!!
وأي قلب يسكن جنبيها وهي تجلس بين القرينات وأطفالها الصغار بالمسكن دون رقيب أو أنيس والأخرى تأتي من المدرسة ماشية ولا تدرك الأم هل وصلت المنزل أم لا.. دعوني أنبئكم بشيء أعظم.. حينما تمت مطاردة الطفلة لم تجد من يفتح لها باب المنزل.. وقفت حائرة على أعتاب هذا المنزل الخاوي وظلت تنظر للمارة وعيناها تمتلئ بالدموع ويأتيها «ابن الجيران» كالنجدة من رب السماء ليدخلها في مسكنه بين اخواته وأخذها اللعب حتى اذان العصر.. والأم تعود للمنزل وتتناول وجبتها وتخلد إلى النوم لتصحو وتسأل عن ابنتها فهي ترى من منظورها السلبي ان بعد هذه الساعة لابد ان يدق ناقوس الخطر.. أي خطر أيتها الأم الذي تتوجسينه بعد مرور أكثر من أربع ساعات على موعد عودة ابنتك من المدرسة؟؟!!!
أيتها المعلمة الحبيبة.. وأعنيك انت بالذات ولعل كل من يتصف بصفاتك يكون انت وتكون رسالتي هذه للجميع.. عودي إلى منزلك فوراً واتركي الخبز لخبازه فأنت مع عميق احترامي لك لست جديرة.. بهذا.. ولا بذاك.. ولا بتلك.. ولا بهاتيك.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved