يغيب كثيرا عن أولياء الأمور وانا منهم عند تسجيل أبنائهم أو بناتهم في المرحلة الابتدائية إدراك اهمية الالتزام بالسن المحددة من قبل وزارة التربية والتعليم لالحاق التلاميذ بالمرحلة الابتدائية (الصف الأول) كون المرحلة الابتدائية وبالذات الصفوف الدراسية الأولى لها أهمية في مستقبل التلميذ الدراسي، وهي القاعدة الأساسية، التي تمثل الانطلاقة الحقيقية لبناء شخصية الطفل، وإكسابه المهارات الأساسية للتعليم، التي تساعده على اجتياز المراحل الدراسية اللاحقة بسهولة ويسر، وتجنبه الصعوبات والمعوقات التي قد تحد من تحصيله وتفاعله وتفوقه، لذا إلحاق الطفل بالمدرسة يتطلب مستوى محدداً من العمر الزمني والنضج الفكري والتوافق النفسي والاجتماعي يتناسب ومتطلبات العمل المدرسي في هذه المرحلة.
وقد نشرت وزارة التربية والتعليم «نشرة تربوية حول قبول الاطفال في المدرسة» اشتملت على أجزاء الوزارة لدراسة مقارنة سن القبول المناسب في المرحلة الابتدائية في عدد من دول العالم أتضح من خلالها أن ما نسبته (91%) من الدول التي شملتها الدراسة تتضمن سياستها التعليمية ونظمها التربوية تحديد بداية سن القبول في المدرسة الابتدائية بست سنوات وذلك لكي يحقق الطفل في نهاية طفولته المبكرة الآتي:
1 نضجاً جسمياً ملائماً، ونمواً حركيا، وإدراكيا، وعقليا، وانفعاليا، ولغويا، واجتماعيا مناسبا، يمكنه من البدء في التعليم في المدرسة الابتدائية بيسر وسهولة بعيدا عن التعثر الدراسي ومشكلات التوافق النفسي والتربوي والاجتماعي.
2 استمتاعاً بكامل طفولته المبكرة، التي تنتهي في سن السادسة، نظرا لما تتسم به هذه المرحلة من الميل الى الحركة، واللعب، وما تمثله من أهمية نمائية، وتربوية في تعليم واكتساب كثير من المهارات والمعايير الفردية، والاجتماعية السوية لما لها من دور مهم في بناء شخصية الطفل، وتعزيز توافقه النفسي، والاجتماعي. وهي مطالب تربوية على جانب كبير من الأهمية في بدء الدراسة في المرحلة الابتدائية.
3 اشباعاً لحاجاته النفسية، ومطالب نموه الأساسية في نهاية مرحلة طفولته المبكرة، مما يساعده على الانتقال الى المرحلة العمرية التالية (الطفولة الوسطى) أو ما يعرف (بسن الدراسة في المرحلة الابتدائية) وهي اكثر توافقا في تفاعله مع الجو المدرسي بيسر وسهولة.
كما ورد في النشرة حقائق تربوية ونفسية تحرص على تطبيقها وزارة التربية والتعليم ويجب علينا جميعا اخذها في الاعتبار قبل التفكير في إلحاق الطفل بالمدرسة الابتدائية قبل بلوغه السن النظامية للدراسة بها والمحددة بست سنوات، وإليك بعضاً من هذه الحقائق.
1 إقحام الطفل في الدراسة قبل ان يتوفر لديه الاستعداد المناسب جسمياً، وعقليا واجتماعيا للبدء في التعليم قد يقوده الى الحرمان من فرصة النمو الطبيعي في طفولته المبكرة مما يترتب عليه ضعف في شخصيته.
2 احتمال تعثر الطفل تحصيليا، ونفسيا في وقت مبكر من حياته الدراسية وعدم قدرته على اكتساب المهارات الأساسية للتعليم بأسلوب تربوي مناسب، ما قد يحدث لديه تأخرا دراسيا وصعوبات في التوافق الاجتماعي.
3 قصور قدرته عن التوافق السوي مع بيئة المدرسة قد يتسبب في ضعف شخصية وحدوث مشكلات سلوكية لديه، مثل الخجل، والانطواء، وعدم الثقة في النفس وغيرها.
4 تعرضه لبعض المواقف الطارئة داخل المدرسة ممن يكبره سنا، قد تكسبه خبرات سيئة، لقصور قدرته على التفاعل معها إيجابياً، مما يعوق تعلمه، ويولد لديه كراهية لمعلميه ومدرسته، وقد ينتج عن ذلك تسربه المبكر من المدرسة.
قصور قدرته عن اكتساب المهارات الاجتماعية المناسبة التي تساعده على التعبير عن آرائه وفهم ما يطلب الآخرون منه، والاستجابة لها بأسلوب سوي ومتوافق.
هذه بعض المبررات الواقعية والمنطلقات التربوية التي تراها وزارة التربية والتعليم حول اهمية تحديد سن ست سنوات لقبول أبنائنا وبناتنا ويجب ان نؤيدها في ذلك وان نلتزم بها تحقيقا لمصلحة فلذات أكبادنا..
ولعل لدى وزارة التربية والتعليم العديد من الدراسات التي تغيب عن علمنا ونرغب في نشرها حتى تعم الفائدة خاصة بعد اعتماد المقام السامي الكريم الموافقة على رياض الاطفال.
|