** نسمع كثيراً عن حوادث مفجعة يكون ضحيتها.. العديد من الشباب والاطفال يموتون في غمضة عين.
** هذا طفل يلعب في الملاهي وارتكب خطأً وسط غياب الآخرين فمات على الفور.
** وهذا طفل سقط في المسبح فمات..
** وهذا طفل تناول دواءً قريباً فبلعه كله ثم مات..
** وهذا طفل يتدحرج خلف سيارة أبيه فدهسه فمات..
** وهذا طفل جذب قِدْراً يغلي أو ابريقاً أو «دَلَّه» تغلي.. فحوّلت جسمه الى لهيب ثم مات..
** وهذا طفل أدخل أصبعه في فيش الكهرباء فمات على الفور..
** وهذا طفل غافل والديه فدخل في البحر.. أو «طَبْ» كما يقولون فانتهى على الفور.. وهذا.. وهذا.. وكلها حوادث مفجعة.
** هذه حالات موجودة ونعايشها.. وسببها في الغالب.. غياب دور ورقابة الوالدين وتضييع هؤلاء الاطفال لدرجة ان بعض الآباء والامهات ينسون بعض اولادهم في البر او في المطارات او في الملاهي.. او عند الاقارب او في اي مكان يحلِّون فيه.. بل ان بعضهم يسافر للخارج في بلدان خطرة ولديها انفلات امني ويُسرِّح اطفاله العشرة في كل مكان ثم يصيح بعد يومين من فقد احدهم «وين فلان.. دوروا فلان» ويتضح بعد ذلك.. انه مفقود من يومين... وبعض الآباء والامهات لايفقدون احد ابنائهم إلا عند النوم.. عندما يكون فراشه «شاغراً».. بل ان بعضهم لايفقده الا الصبح عند الانصراف للمدرسة.. وبعض الآباء والامهات.. لايفقدون طفلهم او صغيرهم الا اذا اتصل احد الاقارب او المعارف او الجيران وقال لهم «ماضاع لكم ولد؟!!».
** هذا عن اهمال الاطفال والصغار.. فماذا عن اهمال الناشئة والشباب وعدم الاهتمام بهم وعدم تربيتهم وعدم متابعة احوالهم ومعرفة.. ماذا يصنعون وأين يذهبون.. ومن هم اصدقاؤهم وعلى ماذا يجتمعون؟
** هكذا يُضيِّع ابناءه.. واذا وقع الفأس في الرأس.. صاح وقال.. فلان مسؤول.. وهذا مسؤول.. والولد فاسد بطبعه لكن.. هل لام نفسه.. او لام امه.. او ادرك انه ضيَّعه وفرّط في تربيته؟
** هكذا نحن دوماً.. إذا رسب الابن نلوم المدرسة.. واذا ضاع الولد وزَّعنا اللوم هنا وهناك.. وإذا سُجن لمنا الشرطة.. وإذا اخذ حكماً شرعياً.. لمنا المحكمة.. وهكذا..
** إننا إزاء قصص كثيرة تُسرد امامنا دوماً.. عن حالات ضياع شاملة لبعض الاولاد والبنات.. وسببها تفريط الآباء والامهات وعدم قيامهم بدورهم على الوجه الصحيح.
** ولعل الاحداث التي نعايش جزءاً منها.. هي امتداد لهذا الضياع.. إذ كيف بشاب في عمر الزهور.. يحمل قنبلة او رشاشاً.. او يفكّر في سفك الدماء وترويع الآمنين وقتل الابرياء وارهاب عباد الله؟
** كيف بإنسان لايزال غضاً لو نهرته «لبكى» يمكن ان يحمل متفجرات تنسف احياءً بأكملها.. ويسعى في الأرض إفساداً ودماراً ويقتل أهله؟
** كيف تغلغل الى تفكيره هذا الاجرام؟ من أوصل له هذه النوايا الخبيثة؟
** كيف عاش وتربّى على هذا الاجرام؟
** أين أهله؟؟ «وين أبوه.. وين أمه؟!!».
** ان كلَّ أب.. وكلَّ أم.. ملام في المقام الاول.. فبوسعه ان يعمل الكثير والكثير.. ونحن نؤمن ان هناك شطحات وأُناساً ينطوون على الخبث والإجرام.. لكنهم ندرة.
** نعود ونقول.. ان أمام الأب والأم.. الكثير والكثير لفعله من اجل ابنائهم.. فليست المسألة مسألة مسكن ومأكل ومشرب = وإن كان بعضهم قد قصَّر فيه = لكن المسألة.. مسألة تربية وتعاهد ومتابعة.. بل ومراقبة في مثل هذه الظروف.
** إنك مسؤول عن ابنائك.. أمام الله قبل كل شيء.. ثم أمام المجتمع.. فكيف تفرِّط فيهم هكذا؟
|