بلا شك أن هناك جهوداً تبذل في وزارة التربية والتعليم للنهوض بالتعليم، ولتطوير آلياته، ولتحديث مناهجه، ولمحاولة جعله يتناسب، ويواكب المتغيرات...
غير أنَّ ما يجعل العامة من الناس لايدركون أبعاد هذه الجهود، أنَّها ذات أثر بعيد المدى، لا يمكن الوقوف عليه أو الإحساس به. إلاَّ بعد مرحلة من الزمن تُثبت فيها المتغيرات جدواها، وتؤتي ثمارها.
ولئن كان هذا هو التَّوجُّه الحقيقي، إلاَّ أنَّ هناك بعض الثغرات في عملية الوقوف على «الخبايا» التي لايدركها ولا يعرفها إلاَّ المحتكُّون والمحتكَّات بالعمل اليومي، وربَّما لا يقرُّ بها كلُّ من أوتي له الموقع الذي يحفظه عن التَّعرض لها. والشاهد على ما أقول، أنَّ هناك في المجال التعليمي فئة من المعلمات والمعلمين، والإداريات والإداريين لم تعد لديهم الدافعيَّة للعمل وأصبحوا عالة عليه وذلك إمَّآ لطول مدة العمل والوقوع تحت طائلة الملل لأنَّ لا سبل للتجديد ولا للتَّحفيز، وإمَّا للاتِّكال على الخبرة، وعدم وجود ما يقابلها من التقدير فيصاب صاحبها امرأةً أو رجلاً بعدم الرغبة في الأداء. مثل هؤلاء يكون وقتهم في أثناء الدوام مهدراً بين شرب الشاي أو الأحاديث الجانبية، أو قراءة الصحف أو كما قيل التحلُّق حول أطباق المعجَّنات والحلويات!!
ولا يتحقق من هذا الأمر، أو يُقْضى عليه بوضع برامج تنشيط، أو حركة تغيير، أو لفتة تحفيز، أو ... أو ...... إلا بإنشاء مجموعة متابعة تمرُّ على المرافق من مدارس وكليات ومعاهد وإدارات و.... و..... بشكل مفاجىء ويومي، لتحصد الحالات وتقرر آليات التطوير.
كما أنَّ هناك حالات من الطالبات والطلاب يحتاجون إلى دراسة خاصة لبيئاتهم حيث يكون مصدر شغبهم السلوك العام الذي يُمارس في حياتهم الأسرية فيأتون إلى المدارس يمثِّلونه.
إذ هناك من تخافها معلماتها، ومن ترتعد له أطراف معلميه. هذا الأمر يدخل ضمن ما يحتاج إلى انتباه ضمن جهود التطوير والتحديث والعلاج الذي تقوم به جهود مسؤولي التربية والتعليم. ومع كلِّ ذلك فإنَّّها مقدَّرة بلا ريب.
|