* لندن - أ.ف.ب:
عرض القاضي برايان هاتن المكلف التحقيق في انتحار خبير الاسلحة الجرثومية ديفيد كيلي الطريقة التي سيتبعها في هذه القضية موضحا انه سيستدعي عشرات الاشخاص وخصوصا اعضاء في الحكومة ومسؤولين في هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) للادلاء بشهاداتهم حسب التسلسل الزمني للوقائع.
وقال اللورد هاتن في جلسة تمهيدية في محكمة العدل الملكية الجمعة بدأت بالوقوف دقيقة صمت حدادا على كيلي، اكد هاتن ان ما يجريه هو «تحقيق وليس محاكمة».
واوضح ان التحقيقات لن تبدأ قبل 11 آب/اغسطس اي بعد مراسم تشييع كيلي.
مشيراً الى انه يرغب في استدعاء الشهود وبينهم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير حسب «التسلسل الزمني للوقائع» التي ادت الى انتحار خبير الاسلحة.
ويلمح هاتن بذلك الى ان بلير لن يكون بين الشهود الاوائل الذين سيتم استدعاؤهم، مما يسمح لرئيس الوزراء بقضاء عطلته في باربادوس بهدوء وبدون ان يضطر لقطعها.
وقد انتحر ديفيد كيلي الذي شارك في فرق مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة التي قامت بعمليات البحث عن اسلحة الدمار الشامل العراقية بعد ثلاثة ايام من خضوعه لمساءلة عنيفة امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني.
وكانت هذه اللجنة تحقق في معلومات عن قيام الحكومة ب «تضخيم» ملف اسلحة الدمار الشامل العراقية اوردها الصحافي في هيئة الاذاعة البريطانية اندرو غيليغان استنادا الى مصدر تم التكتم عليه اولا قبل ان يكشف انه كيلي.
ويبدو ان خبير الاسلحة لم يتحمل الضغوط التي تعرض لها وخصوصا بعد نشراسمه على الصفحات الاولى للصحف.
وكشف القاضي هاتن خلال عرضه تفاصيل تتعلق بموت خبير الاسلحة الذي يتمتع بشهرة كبيرة واصبح مستشارا في وزارة الدفاع البريطانية.
وقد قطع ديفيد كيلي شرايين معصمه الايسر، لكنه قبل ذلك نزع ساعته من يده ونظارتيه وهي اشياء عثر عليها قرب جثته، وكان يضع على صدره اربعة اقطاب كهربائية مثل تلك التي تستخدم في المستشفيات في عمليات تخطيط القلب.
وليتمكن من التعرف اكثر على جوانب شخصية هذا الخبير، قال هاتن انه يعتزم الاستماع لطبيب في التحليل النفسي وعضو في الطائفة البهائية التي كان كيلي ينتمي اليها.
ويفترض ان تكون اهم الشهادات في هذه القضية السياسية الاعلامية تلك التي سيدلي بها بلير ومدير مكتب الاتصالات في رئاسة الحكومة الستر كامبل والصحافي غيليغان الذي نشر في 29 ايار/مايو التحقيق الذي فجر القضية.
الى هؤلاء تضاف شهادتا وزير الدفاع جيف هون الذي يفترض ان يوضح كيف وصل اسم كيلي الى الصحف ومدير هيئة الاذاعة البريطانية غيفين ديفيس.
ولم يوضح اللورد هاتن موعد نشر نتائج تحقيقه لكنه اكد انه سيجرى علنا وبشفافية «ما لم تفرض اعتبارات متعلقة بالامن القومي عكس ذلك».
وأوضح ان «وسائل الاعلام يمكنها ان تنقل للجمهور كل حادث وكلمة سيقولها الشهود وكل سؤال يطرح عليهم». مؤكدا ان «النص الحرفي للمناقشات سينشر على موقع للانترنت» يحمل اسمه.
لكن جدلاً بدأ منذ ايام مع رفض هاتن بث المناقشات بالكامل عبر الاذاعة والتلفزيون.
ويبدو ان هذا الرفض سببه ذكرى ظهور كيلي امام التلفزيونات مباشرة في15 تموز/يوليو وهو يرد على اسئلة طرحها عليه بلهجة عدائية بعض اعضاء لجنةالشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني قبل يومين من انتحاره.
ومن جانب آخر ذكرت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية امس السبت ان وزارة الدفاع البريطانية حاولت اتلاف وثائق تتضمن استراتيجيتها الاعلامية بشأن
خبير الاسلحة الجرثومية ديفيد كيلي، وذلك بعد ثلاثة ايام من انتحاره على ما يبدو.
|