Sunday 3rd august,2003 11266العدد الأحد 5 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مجلة (القافلة) بعد الخمسين مجلة (القافلة) بعد الخمسين
نقلة احترافية.. متزنة..!

* الدمام - الجزيرة:
على الرغم من أنها تصدر عن شركة بترول عملاقة منذ أكثر من نصف قرن، إلا أنها حافظت على ممارسة فعل صحافي على درجة ملحوظة من الانشغال الثقافي المتزن، فانفتحت صفحاتها الأنيقة على جوانب معرفية متعددة لم يكن البترول في مقدمتها.
وحين استأنفت مجلة (القافلة) صدورها قبل أشهر قليلة، فإنها صدرت معتزة بتاريخها الطويل، ليس بوصفها أول مطبوعة عربية عرفتها المنطقة الشرقية من المملكة فحسب، بل بكونها أيضاً مجلة تحولت بفعل تتابع صدورها إلى موسوعة ثقافية جديرة بالاقتناء، وتوسعت قاعدة قرائها النوعيين لتشمل كل قارات العالم، وهذا ما حفزها على أن تصدر بشكل محترف صحافياً وغني بمضمونه المعرفي المتنوع، وقادر على إثبات جدارته المهنية مع الاحتفاظ بالجدية الرزينة.
هذه هي النقلة النوعية التي حققتها (القافلة) بعد إكمالها العقد الخامس، حيث خرجت في ثوب جديد كلياً يشير إلى أن المجلة تعيش منعطفاً حقيقياً.
وقد كرس العدد الأخير الذي صدر في 96 صفحة سياسة التنوع والجدية التي انتهجتها المجلة في طرحها الجديد، وأول ملامح العدد الجديد، يرتسم في اقتراب المجلة إلى ما يجري من حولنا. وباتزان القافلة المعروف في تقاليدها يشير الزميل رئيس التحرير محمد العصيمي إلى حضور الإعلام العربي الأخير في الحرب وتأثيره ونجاحه الذي تجنب «المسارب المحكومة بالضعف والبيروقراطية»، ف«حين انتبه العرب إلى هذه الصناعة الخطيرة صاروا قادرين علي صياغة رسائلهم الإعلامية بأنفسهم».
من الشعر إلى الرواية
في العدد مساحة أوسع للمواد الأدبية، فحضر الشعر على منبير (ديوان الأمس ديوان اليوم) عبر اختيارات إشارية إلى بغداد قدمها رجاء النقاش في أربع صفحات مقتنصاً نتفاً شعرية من قديم الشعر وحديثه، وفي سياق الأدب كتب الروائي د. تركي الحمد رؤية خاصة في مسألة الرواية تحت عنوان (من أعماق الذات وإليها). في حين اهتم الناقد محمد العباس بتقديم رواية عالمية هي (الخيميائي) للكاتب البرازيلي باولو كويلو، واختار منها مشهداً روائياً شغل أكثر من صفحة في المجلة، وفي الأجواء الثقافية برز موضوع (باريس مربط خيلنا) الذي سلط الضوء على معهد العالم العربي في باريس ودور هذه المؤسسة في المشاركة في فعاليات حوار الحضارات. ومن باريس أيضاً تستعرض «القافلة» ملفاً خاصاً أصدرته مجلة (العلم والحياة) الفرنسية حول العبقرية العربية في ميادين الحضارة المتنوعة. والملف - كما تصفه المجلة «قيم ومحرج» ويكشف عن إعجاب الفرنسيين بعبقرية العقل العربي واقترابهم من «عالمنا الفسيح».
وفي العدد استطلاع موسع حول بناء المشاريع العملاقة، وفي مشاريع الطاقة الضخمة في الشيبة والحوية وحرض قدمت المشاهد والأرقام سجلاً دقيقاً لبناء المشاريع العملاقة، وسجل عبود عطية حقيقة جديرة بالإعجاب في مشاريع أنجزت أكثر من «أربعين مليون ساعة عمل من دون حادث واحد مهدر للوقت» بواسطة «عشرة آلاف عامل من ست وثلاثين جنسية».
وعلى مقربة من هذا العالم كتب المهندس عبدالعزيز الخويطر عن مكانة منطقة الخليج العربي الاستراتيجية في عالم النفط والطاقة، منتهياً إلى ازدياد أهميتها في المنظور المستقبلي من موقعه المتخصص.
تنوع وشفافية
(القافلة) تصفحت قضية (مسيرة التعليم العالي) في المملكة، وركزت في الجزء الأول من الموضوع، على المنجز في هذه المسيرة ودورها في التنمية البشرية في المملكة، وأشار فريق التحرير إلى جزء آخر في العدد القادم، يتناول صلة التعليم بسوق العمل.
وتحت عنوان (الأذان ليس وظيفة والمؤذن داعية) كتب الزميل خالد الطويلي سيرة ذاتية لمؤذن الحرم المكي علي ملا الذي يجمع العديد من المواهب الفنية.
وفي الصفحات العلمية قدمت القافلة سلة مواد علمية مشوقة وسلسة، فاحتفلت بعدد من الأخبار العلمية، و(حفلة اللاب توب) و(مضمون الموسيقى) و(التصوير الرقمي) فضلاً عن الباب الثابت: (قصة ابتكار.. قصة مبتكر).
مواد الصحة، والسلامة، والحياة اليومية لها حضورها الواضح في صفحات القافلة أيضاً، ولكن على طريقة هي أقرب إلى السرد والحرفنة الصحفية منها إلى التوجيه والتوعية التقليدية، وهو الأسلوب الذي طبقته المجلة في استعراض موضوع بيئي حول الصحراء شريكتنا في بلادنا.
طابع العصر
أما ملف العدد فقد احتل 16 صفحة، واستحوذ الغلاف أيضاً وتمحور حول الطباعة التي طبعت عصرنا، وفي الملف قصة طويلة تجزأت في شكل وجبات خفيفة، مخدومة بالصور والعناوين والدقة التحريرية المحترفة لتقول الكثير والكثير عن عالم الطباعة، قبل غوتنبرغ وبعده، في أقل الكلمات عدداً وأكثرها تركيزاً ومتعة.ل
يس هذا كل شيء احتضنه غلافا (القافلة) ففي الـ96 صفحة أناقة صحفية استوعبت تنوعاً أكثر، وعبر الشكل الإخراجي الحديث وظفت المجلة الفراغات لتكون لصفحاتها تشكيلاً مهنياً جمالياً، فنثرت، هنا وهناك، الكوادر المكملة لموضوعاتها، وربطتها بمنهج إخراجي يخاطب القارىء بصرياً فيحقق له المتعة والفائدة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved