* كتب - المحرر الرياضي:
برعاية سمو الأمير فهد بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية أقيمت يوم الجمعة الماضي المباراة الختامية لنيل الكأس وبطولة المملكة بين عملاقي الكرة الوحدة والأهلي، وقد أسفرت عن فوز الأهلي بهدفين مقابل لاشيء للوحدة، وكان الفريقان قد تعادلا في الوقت الأصلي للمباراة دون أهداف فاضطر الحكم الى تمديد الوقت نصف ساعة على شوطين، وفي الوقت الجديد حقق كما قلنا الأهلي فوزه الكبير.
مستوى المبارة
تحيرني هذه المباراة كثيراً ولاسيما حين أحاول تقييم المستوى العام لها.. أقول تحيرني لأن رأيي بمستواها ربما اختلف عن الانطباع الذي ساد شعور نسبة كبيرة من الحضور، ذلك لأني اعتبر أن المباراة حين أصرف النظر عن الفنيات جيدة بل وأكثر.. ذلك لأنها مع افتقارها إلى الجوانب الفنية كانت نشطة ولاسيما في الوقت الاصلي لها.. كان التكافؤ في تبادل الهجمات ولا أقول في خطورتها واضحا.. وكان الاصرار على كسبها من الجانبين عاملا كبيرا في حرارة اللقاء.. وفي عدم استقرار الكرة.. الشيء الذي جعل المباراة تنتهي دون أن يستطيع أحد الفريقين هزيمة زميله.
الأهلي والوحدة
كان الأهلي الفريق الأفضل طيلة المباراة.. لكن تفوقه لم يكن كبيراً.. والذين يعرفون الأهلي يقولون انه لعب بمستوى أقل من مستواه العادي.. في حين أن الوحدة لعبت المباراة بنفس الاداء الذي تقدمه عادة في مباريات الدوري غير المهمة.. إلا من فارق بسيط في نشاط الافراد وعدم يأسهم.. وقد كان واضحا ان الوحدة نتيجة لعدم بروز المسفر تتعرض الى انهاك كبير من الهجمات الكثيرة غير المركزة التي كان يشنها الأهلي عن طريق الكبش حينا ومن الوسط أحيانا أخرى.. وهذا ما جعل الأهلي يحقق النتيجة في وقت متأخر من المباراة.
لماذا تأخر الكسب؟
كثيرون سألوا عن سر تأخر النتيجة إلى الوقت الاضافي.. ومع أن الاجابة أخذت أشكالا مختلفة.. فإن الأكثر واقعية ومنطقا.. هو أن الفريقين عجزا في الوقت الأصلي من كسب المباراة.. لأن التركيز في الهجمات كان مفقوداً من جانب الأهلي.. ولأن الوحدة كانت بهجومها دون مستوى المباراة.. ولهذا فإن النتيجة جاءت بالوقت الاضافي لأن تهالك الوحدة نتيجة لضعف اللياقة ساعد على احياء الهجمات غير المركزة.. واعطائها طابع الخطورة المتناهية.. على أن النتيجة وهي كبيرة بالفعل.. كان يمكن ان تتحقق في العشرين دقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي.. لأن الوحدة خلال هذه الفترة كانت بفعل اللياقة الضعيفة قد استسلمت تماما للأهلاويين.. إلا من جهد كبير كان يبذله لطفي لبان لوحده من الوحدة.
لا تهديف
الشيء الذي كان ملفتا للنظر أن حارسي المرمى كانا مرتاحين جدا.. إذ ان هجوم الفريقين لم يكن موفقا البتة في تصويب كرات خطرة إلى أي من أحمد عيد أو العركي.. حتى الكبش الذي أدى دوراً كبيراً لفريقه الاهلي وانفرد مرات ومرات بمرمى الوحدة كان يتعجل في تصريف الكرة.. فتضيع الفرص الثمينة بسهولة ملحوظة.
معقول
أنا أتفق مع من يرى أن أهداف الأهلي لو جاءت مبكرة لزاد رصيده بنسبة كبيرة.. إذ ان الأهلي على ما أتصور كان يعيش ظروفا طيبة توحي للجميع بأنه هو الفائز.. ولكن تأخر الفريق عن تحقيق أي هدف.. كان يزيد في تعقيد الحالة النفسية لدى الافراد.. وبالتالي يشل عليهم التفكير السليم لأداء مباراة البطولة بنفس المستوى الذي لعب به أمام القادسية بجدة على الأقل.
التحكيم
المباريات التي تأخذ من الأهمية مثل ما أخذته المباراة الماضية بين الوحدة والأهلي.. والمباريات التي لو أسفرت عن فوز فريق لكسب بطولة المملكة والكأس إلى الأبد.. مثل هذه المباريات مهما أخطأ الحكم فيها.. ومهما كان مستواه مهزوزا في بعض فتراتها.. فإنه لا يلام لأن الجميع كانوا يراقبون المباراة ويلعبونها بأعصابهم سواء من الجمهور أو اللاعبين أو المسؤولين.. كل يريد ان يتحقق لها النجاح.. وأن ترتفع الى المستوى اللائق بها.. وهذا ما يعطي الأعصاب دوراً لفقدان السيطرة عليها.. ورغم هذا أقول ان التحكيم رغم الهفوات البسيطة التي لا تذكر كان موفقا ونزيها.. تحياتي..
|