سعادة الاستاذ عبدالرحمن بن سعد السماري سلمه الله
الكاتب بصحيفة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد:
فأشكر لسعادتكم جهودكم الصحافية المخلصة لخدمة القضايا الوطنية عموما وتلك التي تتعلق بمنطقة الرياض على نحو خاص، وتجاوبا مع مقالتكم الرصينة «الرياض.. تنام صيفا» والتي تناولتم فيها موضوع السياحة في هذه المدينة والتي نشرت في صحيفة الجزيرة بالعدد 11252 وتاريخ 20/7/2003م، اود المشاركة بهذه المداخلة التي آمل ان يجد فيها سعادتكم والقراء الاعزاء ما يطلبون خصوصا وانها تستعرض بعض ما تقوم به الغرفة التجارية الصناعية بالرياض والتي انصرف اليها الكثير مما تضمنته مقالتكم تجاه تطوير العمل السياحي في منطقة الرياض.
تدرجت السياحة - في عصرنا هذا - من كونها، عملاً مهملاً او متروكاً لذاته يتدبر امره من الفرص المتاحة امام نفر معين من الناس الى صناعة «ثقيلة» يشارك في رسمها مفكرون مبدعون في علوم النفس والسلوكيات والتجارة والتخطيط بشكل عام، على ما يبرز كثيراً في الخطط السياحية لدى بعض الدول التي باتت تعتمد في ميزانياتها على السياحة فقط، وفي برامج كثير من الدول وخططها السياحية ما يعزز الثقة بالمداخيل الوفيرة التي يوفرها هذا القطاع الخدمي المتطور دائماً.
وتسعى المملكة - التي تعد من اكبر الدول العربية اقتصادياً، اذ يبلغ ناتجها المحلي نحو 25% من الناتج المحلي العربي مجتمعاً - جاهدة لتنويع الفرص الاقتصادية والاستثمارية.
وقد أولت الحكومة اوفر جهدها لبناء قطاع سياحي فاعل وموجب، يستند إلى قاعدة علمية مضمونة الجوانب والنتاجات، وفي هذا الصدد فإن إنشاء الهيئة العليا للسياحة يأتي بما يشبه الوثبة الكبرى نحو تأسيس سياحة داخلية منسجمة مع الداخل ومنفتحة في الوقت ذاته على التجربة العالمية الثرة.
وفي ظل الإقبال غير المسبوق على السياحة الخارجية، فإن تأسيس قطاع سياحي سعودي داخلي جاذب، كان حتى وقت قريب اشبه بالتعويل على «مجهول» او مستحيل لا يرجى تحققه لكن التخطيط والمثابرة الدؤوبة هما اللذان تكفلا «بالنجاح» الآخذ في النمو للسياحة الداخلية في المملكة.
ربما يكون من غير المنصف القول إننا اكملنا دائرة الفعل السياحي الممتاز او المأمول، لان هناك فرقاً شاسعاً لايزال يحول بين طموحاتنا وبين الواقع المعاش، سواء على مستوى التخطيط الوطني، او على مستوى التخطيط لنشوء قطاع سياحي متطور في منطقة الرياض.
لقد بادرت الغرفة التجارية الصناعية بالرياض بانشاء لجنة للسياحة واخرى للمهرجانات، تمهدان السبل لنهضة شاملة قادمة، وبفعل مغاير وتفكير جديد في المجال السياحي واول معالم ذلك، هو التفكير بانشاء شركة للسياحة في الرياض تتولى الاشراف على العمل السياحي، كما يتم الآن الاعداد لورشة عمل تبحث في دراسة افضل الوسائل لانجاح القطاع السياحي في هذه المدينة التي تتوسع عاماً بعد آخر في المنشآت السياحية المصمم معظمها وفقاً لاحدث المعايير السياحية العالمية.
وتقوم لجنة المهرجانات الآن بعمل مدروس وجهد ارحب للخروج بأفكار الدعم اللازم لهذه المدينة سياحياً.. ولعل برنامج «وفر مع الرياض»، الذي اعدت له اللجنة السياحية بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض بالتعاون مع الشركات والمؤسسات والاسواق التجارية والمطاعم في الرياض والتي يزيد عددها على 20 مشاركاً في برنامج تسويقي ترفيهي يمتد من 9 يوليو الى 9 اغسطس 2003م، وبمشاركة صحيفة «الجزيرة» كراع إعلامي للبرنامج يعد احد الجهود التي نأمل لها ان تستقطب افواج الزائرين ليس من الرياض وحدها وانما من جميع مناطق المملكة وربما من خارجها، ومن المهم أن نعترف اننا في الرياض تأخرنا كثيراً في شأن تنظيم الفعاليات والانشطة السياحية والتسويقية الجاذبة لكن من المؤكد أن جهودنا في سبيل النهوض بالقطاع السياحي في عاصمتنا الحبيبة ماضية بكل العزم الى الأمام، تساعدنا في ذلك بنيات تحتية ومرافق ترفيهية وتسويقية عالية التجهيز.
كما أن اللجنة السياحية في غرفة الرياض ومن خلال الدراسات والابحاث والتجارب العملية المحلية والخارجية في القطاع السياحي مستفيدة من جملة المكونات والمعينات السياحية والاقتصادية تسعى جاهدة للارتقاء بالرياض سياحياً والوصول بها إلى مراحل اكثر تطورا في هذا المجال.
غير أن جميع هذه الجهود ستكون منقوصة الحظوظ لو لم يرافقها عمل آخر يوازيها في الإيقاع ويتحد معها في الهدف.
عبدالرحمن بن علي الجريسي
رئيس مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض
|