عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون من زيارته الامريكية اكثر انتفاخاً وزهواً وتدل افعاله بعد العودة على انه لم يسمع اي انتقادات لكل الانتهاكات التي يقوم بها بل ربما استمع الى الكثير من الاطراء.
ومع عودته اعلنت حكومته عن خطط لبناء 22 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة بقطاع غزة بينما تنص خطة خريطة الطريق التي تدعمها واشنطن على تجميد الانشطة الاستيطانية. وفي ذات الوقت تسارعت وتيرة العمل في السور العازل الذي تبنيه اسرائيل والذي يضم اليها مساحات شاسعة من أراضي الضفة، رغم أن هذا السور كان موضع انتقاد امريكي شديد إبان زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس الى واشنطن لكن هذه الانتقادات اختفت مع وصول شارون الى العاصمة الامريكية.
وتمثل التصعيد الاسرائيلي في اعقاب زيارة شارون ايضا في التشدد خلال المحادثات الامنية بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي، وتركزت المحادثات على الانسحابات المرتقبة وبدا ان الجانب الاسرائيلي يستخف حقيقة بعملية السلام اذ بينما اقترح الفلسطينيون انسحابا من رام الله والخليل فإن إسرائيل عرضت الانسحاب من اريحا التي لا توجد لها فيها قوات. ومن الواضح ان حكومة شارون تسعى الى نسف عملية السلام من خلال هذه التصرفات التي تضيف اليها تلاعبها بمسألة الافراج عن الاسرى. كل هذا سيدفع الفصائل الفلسطينية، التي التزمت بهدنة دخلت شهرها الثاني، الى التخلي عن هذه الهدنة لمواجهة التحديات الاسرائيلية الجديدة. هذا التصعيد، الذي بدأ قبل زيارة شارون لامريكا وتزايد بعدها بصورة ملحوظة، يشير الى ان واشنطن لا تضغط على اسرائيل بصورة كافية لتذكيرها بالتزاماتها تجاه السلام، وهو سلام تراهن عليه واشنطن ذاتها من خلال دعمها القوي لخطة خريطة الطريق ومع ذلك لا تفعل ما يكفي لإيقاف العبث الإسرائيلي وبالشكل الذي يؤثر على رصيدها في جهود السلام.
|