* هاتفني قبل شهور، أخي الأعز الأديب حمد القاضي، يريد مني عوناً، غير أني لم أستطع يومئذ عونه.. وهو قد سمعني في «أثنينية» الأستاذ عبدالمقصود خوجة، أردد قول الشاعر:
مضى الليل والفضل الذي لك لا يمضي
ورؤياك أحلى في الجفون من الغمض
سألني الأستاذ حمد عن قائل هذا البيت، فرجوته إمهالي بعض الوقت.. وقال لي، إنه نسب البيت إلى أبي الطيب المتنبي أمام شاعرنا الكبير وأديبنا غازي القصيبي، فقال له الدكتور غازي، إنه قرأ ديوان المتنبي، فلم يصادفه هذا البيت.!
* وبعد أيام، كتبت لأخي حمد أعتذر عن إخفاقي في عونه، بعد أن سألت بعض من أثق في اطلاعهم الواسع على الشعر، ومنهم أخي الشاعر الأديب راضي صدوق.. وقلت لأديبنا حمد، أعانك الله على إخفاقك أمام الدكتور القصيبي، وسلّم أمرك إلى الله.!
* وقبل أيام، في الأسبوع الأول من شهر جمادى الأولى 1424هـ، كنت في دار الحنان والسكينة، على ساكنها أفضل الصلوات والتسليمات، وتذكر أبا بدر ووفاءه، وعز عليَّ ألاّ يجد دليلاً يؤكد نسبة ذلك البيت ويؤازر الصديق، فمددت يدي إلى ديوان شاعرنا الذي لا يبارى أبي محسّد رحمه الله، وقفزت عيني إلى قافية «الضاد»، وكم كانت فرحتي، حين رأيت ما أبحث عنه، والبيت المستشهد به في مقطوعة، هي ثلاثة أبيات، من بحر- الطويل-، قالها المتنبي في بدر بن عمّار:
مضى الليل والفضل الذي لك لا يمضي
رؤياك أحلى في العيون من الغمض
على أنني طوقت منك بنعمة
شهيد بها بعضي لغيري على بعضي
سلام الذي فوق السموات عرشه
تُخص به يا خير ماشٍ على الأرض
* ثم أسرعت إلى الكتابة، مؤازرة لأبي بدر، فهو رجل محب، ولعل من واجب الحب الوفاء والعون وبث المروءة.! ولعل نشر تأكيد الاستشهاد ونسبته، في جريدتنا الجزيرة، أكثر تأكيداً، من أن أقول لأخي حمد، إنني عثرت على ضالته، وأنه نجح في إخباره لشاعرنا الكبير وأديبنا الطلعة الدكتور غازي، الذي نعتز به، وبأدب نفسه، وأدب درسه. وتحياتي خالصة إليه، ولأخي أبي بدر المحب.!
