* عندما نتحدث عن الخصوصية التي تميِّز هذا الوطن.. لا نأتي بشيء من عندنا.. ولا نتجاوز المعقول.. لكن ثمة علاقة متميزة تربط أبناء هذا الوطن.. قيادة وشعباً.. ولا تتوفر لغيره من شعوب الأرض مهما تزايد المتزايدون حتى من سفهاء أبنائنا.
* يوم الثلاثاء الماضي.. كان صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية في منطقة القصيم.. متنقلاً من منزل إلى منزل.. ومتحدثاً مع أفراد تلك الأسر واحداً واحداً.. ومتحاوراً معهم.. ومبيناً لهم.. أن القيادة قريبة من المواطن.. وأنه ليس مجرد الوصول إليها سهلاً.. بل هي تصل إليك حتى في منزلك.. وأن هرم القيادة.. قد تجده يوماً في منزلك دون موعد مسبق.. وأن ما بينك وبين قيادتك في هذا الوطن.. هو وشائج وعلاقة وروابط وأشياء لا ينعم بها أي إنسان في هذا الكون.. غير الإنسان السعودي.
* هذا ما نعرفه أباً عن جد.. وهذا ما نلمسه ونعايشه.. وهذا.. ما شاهدتموه يوم الثلاثاء الماضي.
* الأمير نايف.. تنقل في منطقة القصيم.. من منزل لآخر.. والتقى أسر شهداء الواجب وتحدث إليهم.. معزياً ومواسياً.. ومبدياً استعداد الدولة.. تقديم كل ما تريده أسرة الشهيد.. عرفاناً من الدولة بالدور الذي قام به هؤلاء ذوداً عن دينهم وعن قيادتهم وعن وطنهم وعن مواطنيهم.. وعن الحق والعدل والشرع وعن الأمن وعن كل فضيلة.. وردعاً لكل جريمة.. وزجراً لكل مجرم لا يريد لأمته ولا لوطنه ولا لأهله الخير.
* كلنا تابع التلفاز مساء الثلاثاء.. وشاهد بنفسه.. تلك العلاقة الحميمة القوية.. النابضة بروح الأسرة الواحدة.. وروح الأهل والكيان الواحد.
* سيدي الأمير نايف بن عبدالعزيز.. كان بين إخوانه وأبنائه هناك.. كان وسط منازلهم.. يشمل الصغير والكبير بالعطف والمحبة والرعاية.. وليقول للجميع.. هذه قيادتكم بينكم.. ولن تتجشموا عناء الذهاب إلى هناك.
* شهداء الواجب.. وسط عيوننا كلنا أبناء هذا البلد.. قيادة وشعباً.
* كلنا يدعو لهم ويترحم عليهم.. وكلنا عرفانٌ بدورهم وبطولتهم وشجاعتهم.. وكلنا يعتز بما قدموه لدينهم ولقيادتهم ولوطنهم.. وكلنا.. تلك الروح التي نبعت في نفوسهم.. فقدموا حياتهم فداءً للدين والوطن.
* هذا.. هو المواطن السعودي.. وتلك قيادته.. وهذا.. هو تميُّزنا.. وتلك خصوصيتنا لمن يكابر ويقول.. أين هي الخصوصية؟ وأين هو التميُّز؟ وماذا يميزكم عن غيركم؟
* لقد كان لتلك اللفتة الأبوية الحانية الصادقة.. التي سجَّلها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز يوم الثلاثاء الماضي.. وقع كبير في نفس كل أب.. وكل أم.. وكل شاب.. وكل صغير وكبير.. وقد أحسن التلفاز صنعاً.. عندما نقلها بكل تفاصيلها وما دار فيها.. ليعكس للجميع.. مَنْ نحن؟ وكيف نتعامل؟ وماذا يربطنا؟ ومَنْ هم السعوديون؟ وكيف تكون المحبة ويكون الوفاء والإخلاص؟ وكيف يكون الولاء؟
* الآباء والأمهات هناك.. يردِّدون.. كلنا وكل أبنائنا.. فداءً للدين والقيادة والوطن.
* الابتسامة.. ارتسمت في محيَّاهم واحداً واحداً.. ووجود الأمير نايف بن عبدالعزيز بينهم.. ليس أمراً سهلاً.. بل له وقع عظيم على نفوسهم.. مثلما كان له وقع عظيم في نفوسنا نحن كمواطنين.. واحداً واحداً.. ونحن مجرد مشاهدين أمام التلفاز.. نتابع الأوضاع ونراقب ما يحدث.
* الموقف.. ليس مُستغْرَباً من قيادتنا.. والموقف.. ليس جديداً أبداً.. والموقف.. اعتدنا عليه وتوقعناه.. والموقف.. يعكس هذه الخصوصية التي نتحدث عنها.. ومَنْ هو الذي ينعم بهذه الخصوصية في بلاد العالم كلها؟!
* سمو وزير الداخلية.. ترك كل مسئولياته والتزاماته ومشاغله العملية وارتباطاته.. ونحن نعرف أنها كلها جسيمة وكبيرة.. ليكون بين أبنائه وإخوانه هناك.
* يقول سموه حفظه الله «لقد حضرت هنا لمنطقة القصيم لكي أعزي أسرتي الشهيدين وألتقي أهالي المنطقة.. بتوجيه كريم من مولاي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.. وسمو سيدي ولي العهد.. وسمو النائب الثاني.. وأنقل لكم عزاءهم وتحياتهم.. ولكي أُذكِّر أهل المنطقة.. أنهم جنود الأمن.. من حاضرة وبادية.. وهم أهل الأمن ورجاله.. وأن الثقة.. كاملة ومتكرِّسة في أبناء القصيم جميعاً».
* مضيفاً سموه حفظه الله «إننا جميعاً وبإذن الله على الحق.. وكلنا جميعاً.. نخدم هذا الدين ونتمسك بهذه الشريعة الغراء ونحتكم إليها في كل أمر».
* وكلنا.. استمع أيضاً.. لتلك الكلمة الضافية.. التي ارتجلها سموه هناك... بحضور القضاة والعلماء والدعاة والمسؤولين والمثقفين هناك.. وهي كلمة مفعمة بالمحبة والصدق والوضوح.. تعكس الوضع بشكل دقيق.. وتبيِّن حقيقة الأمر.. وتجسِّد التشخيص الحقيقي للأحداث.
* لقد أكد سموه.. أن بلادنا بفضل الله.. آمنة مطمئنة.. وتسعى لتحقيق الأمن والأمان كما هو قائم الآن.
* وقال سموه.. لعلكم ترون أن هذه الأحداث لم يُمَس المواطن فيها بشيء.. ولم يُؤخَذ بجريرة آخر.. ولسنا ولله الحمد كغيرنا.. إذا أخطأ واحد أدينت الأسرة.
* أبداً.. أسرهم مكرمة.. ونحن نعرف أن آباءهم وإخوانهم غير راضين أبداً عن تصرفاتهم.. كما أنكم تشاهدون أن هناك من سلَّم ابنه.. وهناك من أتى وسلَّم نفسه.
* إن ما قاله سموه.. هو حقيقة الوضع.. وهو ما نلمسه ونعايشه.. وهذه.. هي الخصوصية السعودية.. التي نتحدث عنها ويلمسها أبناء البلد.. ويلمسها القاصي والداني.
* لقد تركتْ هذه الزيارة الموفقة الميمونة لسمو وزير الداخلية حفظه الله.. لأبنائه وإخوانه هناك.. انطباعاً عظيماً لدى كل مواطن.. وتركتْ بصمة لا يمكن أن تُنسَى.. لكنها.. إضافة أخرى في ذلك السجل الأبيض الناصع.. الذي ينعم به كل مواطن.
|