Saturday 2nd august,2003 11265العدد السبت 4 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

هدوؤه الصاخب يثير التساؤل هدوؤه الصاخب يثير التساؤل
سعود بن عبدالله يحيل صيف الشرقية «شعراً»

  استهلال


العنا.. وشهو العنا
غير انتي.. وجروحك وأنا
ابجرحك باظما..
وارضي على مره
دامك حياتي الماء!!

تعريف لا يحتاج لتعريف:
الأمير الشاعر: سعود بن عبدالله بن محمد آل سعود
منذ سنوات عديدة وهذا الشاعر يثير في «نفسي» الفضول.. ومنذ سنوات عديدة أعلن عن نفسه في هدوء ليقول للجميع.. أنا هنا.. حتى أصبح اسمه يترد في كل «الجنبات» واروقة الساحة متسائلين من هو؟!!
سعود بن عبدالله الأمير الشاعر أذكر ان اوبريت مولد أمه الذي كان هو فارسه وتمايل الوطن طرباً نشواناً بأصوات قمتي الفن بالمملكة والخليج ماضياً وحاضراً ومستقبلاً الراحل طلال مداح وفنان العرب محمد عبده كأول انطلاقة «وطنية» موحدة بينهما لاوبريتات الجنادرية التي تلت «مولد امة» وابريت مولد امة يجمع الجميع انه الاوبريت «الاجمل» و«الاعذب» و«الاشمل» وجميع ما جاء بعده من اوبريتات لا تقل روعة ولا جمالاً ولكن «مولد امة» جاء بطعم آخر ومذاق مختلف.. كيف.. اسمعوه بتمعن تأتيكم الاجابة..
الهدوء «بصخب»
الأمير سعود بن عبدالله يعشق «الهدوء» حتى يظن المقربون منه انه «الأهدأ» على الاطلاق.. من هنا يبدأ «صخب» الشعر وهديره.. تعالوا لا ثبت لكم.. في امسيته الاخيرة بالشرقية لم اتمكن من الحضور على الرغم من رغبتي الاكيدة الا ان الظروف التي أمر بها كانت هي الاقوى «والابرز» وما نقله لي من حضر تلك «الليلة» كان اشبه بليلة تمازجت معها عذوبة الشعر بحرارة الجو لتفوح رائحة الوطن على الساحل الشرقي.
الوطن عينه الساهرة
للوطن في عيون سعود بن عبدالله مكان «النظر» فهو عشقه الازلي وهو من جعل مدنه وقراه معشوقة يطلب «ودها» انطلاقاً من «مولد أمة» الاشهر حتى


رسالته «البيضاء» للوطن
سورك قلوب ورجال ومنايا
يا وطن ما تهون ولا نهون
نبت رملك على صدور وحنايا
وارخصك صار يسكن فالعيون

وهنا خالفني سعود بن عبدالله في «هدوئه» فكان الصوت «الهادر» عنوانه لانه كان بلاشك «مصمماً» على ان يحيل سماء الشرقية إلى ليلة «مجنونة».. بالوطن!!
قال في إحدى ابيات قصيدته «رسالة إلى وطني»


كلنا لك من آخرنا فدايا
اقطع الشك ياشين الظنون
كل ما نملك ونقدر هدايا
غالي العمر والمال وبنون

فلسفة الأمير الشاعر سعود بن عبدالله بدأت منذ زمن طويل حول حبه للوطن ولكن هذه الفلسفة تتجدد يوماً بعد يوم وتجعلنا في حيرة.
مشاعره «غزل»
رقيق في مشاعره يفتح القلب ويسكب فيه قصائده، يعاتب.. يحب.. يتغزل:


غبت عني
والشوق جابك..
حبي الغالي هلابك..
يا مسى الاشواق يا روحي
الهوى يسأل جروحي!!
وأزيدكم من شعره «شهداً»:
وش فيك غايب طعنت القلب بغيابك
يا للي أحبك.. حرام انك تجافيني
انت النظر والحكي والشوق يزهى بك
ما شوف ما حكي مادامك ساكن فيني
الم أقل لكم انه يسكب «الشهد» في القلوب..

في قصيدته «يا ورد» التي شدا بها الفنان عبدالمجيد عبدالله انصتت القاعة لها وهي تتطاير في جنبات القاعة:


يا ورد من يا من الايام
يبكي كثر ما حلم احلام
ارجع لطبعك واحبابك
اخاف تذبل مع الايام

ما هو العنا
يتساءل سعود بن عبدالله في امسيته عن «العنا» وهو الذي تساءل عنه قبل فترة من خلال صوت فنان العرب محمد عبده تعالوا


تصوري.. مره نسيتك وابتسمت
وتصدقي.. اني على البسمة ندمت
والصحيح.. اني بكيتك ما ابتسمت

ثم يعاود التساؤل:


ابسألك وشهو الشبه
بين النهاية والأخير
كلها نفس المصير
وعمر الحزن.. ما يلبس ثياب جداد
مثل الهجير.. ما يعرف انفاس البراد

سعود بن عبدالله الأمير الشاعر قال لي ذات اتصال ان المعاناة تولد القوة.. وان المعاناة هي ما نحتاجه حتى يتحول الضعف الى قوة.


لي صاحب كله حلا وغرور
عينه طويل الرمش قتاله
يخطي علي واقول له معذور
ما هو طيب مير ما احتاله

في قصيدته هذه ذابت كل شموع «الحب» طرباً تجري في وديان «القلوب».
وفي قصيدة اخرى كان «مصمماً» على نثر «الهدايا»..


كثر الهدايا ما تزود المحبه
راعي الهوى هديته قلب واحساس
واللي يحبك لا درى انك تحبه
تصير له قلب.. ونظر عين.. وانفاس

في هذه اللحظة علمت يقيناً انه يحلق من مكان لاخر حين يغني «شعره»:


كل الاماكن تنثر في غيابك
وكل الدروب اللي تحب اسألوني
كتبتني بأول سطر في كتابك
ونسيتني فيني وفيك اذكروني
وان علني بعض المزن من سحابك
انا غرقتك في سحايب عيوني

بعد هذه الابيات اسألكم:
هل تحتاج هذه الابيات لتعليق؟؟
لا أعتقد.. فالتعليق عليها هو تعليق في الوقت الضائع وفي امسيته التي القاها قريباً من البحر بدأ بالوطن استهلالاً.. واتبعها بأخرى للوطن ليروي عطشه
واحببت ان اختم بالثانية:


في ديرتي قيضٍ سمومه مسرات
ما كنه الا من ظنا الشبط مسروق
من حبها في قيضها لي ملذات
قيضٍ نخيله سحب ومزونه عذوق
بين السعف نورٍ تخالط بنسمات
مثل الذهب تخيطه الشمس بشروق

الا يحق للوطن ان يفخر بسعود شاعراً.. وابناً.. وأميراً..
ومنذ ان أعلن «مولد امة» وحبه يتولد يوماً بعد يوم ووطنه يكبر في عينيه كل يوم.. كما يكبر في عين الوطن.
في ديرتي
شعر: سعود بن عبدالله بن محمد آل سعود


في ديرتي قيضٍ سمومه مسرات
ما كنه الا من ظنا الشبط مسروق
من حبها في قيضها لي ملذات
قيضٍ نخيله سحب ومزونه عذوق
بين السعف نورٍ تخالط بنسمات
مثل الذهب تخيطه الشمس بشروق
وصوت المنابر لاهتف خمسة اوقات
يحيى هشيم الصدر خفاق وعروق
هذي حيات القلب يا قلوبٍ اموات
تفتتت في حضره الكذب بالشوق
في ديرتي كل الغلا حكي وسكات
تدمع لها عين ويهتز معلوق

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved