Friday 1st august,2003 11264العدد الجمعة 3 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

5-9-1390هـ الموافق 3-11-1970م العدد 318 5-9-1390هـ الموافق 3-11-1970م العدد 318
كلمات من نور
يكتبها: ثاني المنصور

يقول الله تعالى: «{وّمّن يّتّوّكَّلً عّلّى اللهٌ فّهٍوّ حّسًبٍهٍ}، أيها المسلمون، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم القناعة مال لا ينفد.
وقيل يا رسول الله ما القناعة؟ قال «اليأس مما في أيدي الناس واياكم والطمع فإنه الفقر الحاضر» وكان سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه تعالى: يرضى من القناعة بالجانب الاوفر وانه كان يشتهي الشيء فيدافعه سنة قال الكندي:


العبد حر ما قنع
والحر عبد ما طمع

وقال بشر بن الحرث خرج فتى في طلب الرزق فبينما هو يمضي فأعيا فأوى الى خراب يستريح فيه فبينما هو يدير بصره اذ وقعت عيناه على أسطر مكتوبة على حائط فتأملها فاذا هي:


انى رأيتك قاعدا مستقبلى
فعلمت أنك للهموم قرين
هو عليك وكن بربك واثقا
فأخو التوكل شأنه التهوين
طرح الاذى عن نفسه في رزقه
لما تيقن انه مضمون

قال سعد بن أبي وقاص: رضى الله تعالى عنه يا بنى اذا طلبت الغنى فاطلبه في القناعة فإنها مال لا ينفد واياك والطمع فإنه فقر حاضر وعليك باليأس فإنك لم تيأس من شيء الا أغناك الله عنه وأصاب داود الطائي فاقة كبيرة فجاءه حماد بن أبي حنيفة رضي الله عنه بأربعمائة درهم من تركة أبيه وقال هي من مال رجل ما أقدمُ عليه أحداً في زهده وورعه وطيب كسبه، فقال لو كنت أقبل من أحد شيئا لقبلتها تعظيما للميت واكراما للحي ولكني أحب أن أعيش في عز القناعة.
وقال عيسى عليه الصلاة والسلام: «اتخذوا البيوت منازل والمساجد مساكن وكلوا من بقل البرية واشربوا من الماء القراح واخرجوا من الدنيا بسلام» وانشد المبرد.


ان ضن زيد بما في بطن راحته
فالارض واسعة والرزق مبسوط
ان الذي قدر الاشياء بحكمته
لم ينسني قاعداً والرحل محطوط

قال لي عبدالواحد بن زيد ما أحسب أن شيئاً من الاعمال يتقدم الصبر الا الرضا ولا أعلم درجة أرفع من الرضا وهو رأس المحبة قيل له متى يكون العبد راضياً عن ربه؟
قال «اذا سرته المصيبة كما تسره النعمة» وكان عبدالله بن مرزوق من ندماء المهدي فسكر يوماً ففاتته الصلاة فجاءته جارية له بجمرة وضعتها على رجهل فانتبه مذعوراً فقالت له اذا لم تصبر على نار الدنيا فكيف تصبر على نار الآخرة.
فقام فصلى الصوات وتصدق بما يملكه وذهب يبيع البقل فدخل عليه فضيل وابن عيينة فاذا تحت رأسه لبنة وما تحت جنبه شيء فقالا له انه لم يدع أحداً شيئاً الا عوضه الله منه بديلا فما عوضك عما تركت؟ قال الرضا بما أنا فيه.
فاتقوا الله أيها المسلمون، وأقيموا الصلاة واتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved