* مدارات - خاص:
وسط حضور جماهيري «كبير» يتقدمه الشاعر طلال العبدالعزيز الرشيد «الملتاع» ومدير عام شؤون الأندية والاتحادات الرياضية بالرئاسة نابت السرحان ومدير مكتب الأمير نواف بن فيصل بن فهد محمد أبوعميرة ومدير مكتب رعاية الشباب بشقراء محمد الثبيتي أقام الشعراء عبدالله ناصر العتيبي وعبدالرحمن الفاضل وحجرف العصيمي وأحمد الفهيد أمسية شعرية على مسرح نادي «الوشم» بدعوة تلقوها من المكتب الفرعي لرعاية الشباب بشقراء ضمن أنشطة المكتب الثقافي لهذا العام وتناوب الفرسان الأربعة على قراءة شعر مبهج وآخاذ تفاعل معه الحضور كثيرا وصفقوا له طويلا خصوصا وان التجارب المطروحة على منبر الشعر متباينة ولكل واحدة منها خصوصيتها اللغوية والفكرية والثقافية وبدا واضحا اخلاص كل شاعر لتجربته الشعرية وتقديمها بالشكل الذي يليق بها وبشاعرها.. حيث قص شريط الأمسية «عريفها» عبدالرحمن الراشد بقراءاته للسيرة الذاتية لكل شاعر مع استعراض موجز لتجربته منذ بداية النشر وحتى تاريخ جلوسهم على منبر الشعر في ذلك المساء.
ومرّت البداية الشعرية عبر بوابة الشاعر حجرف العصيمي الذي آثر ان يبدأ بقصيدة كتبها لهذه المناسبة جاء فيها:
جيت انثر احساسٍ من الشوق زايد
في حضرة اللي يكرمون المعاميل
«شقراء» واهلها من جميع البدايد
ما تشبه إلا بالمثل طلعة سهيل
تلاها بقصيدة «السيف» وجاء فيها:
السيف قصّاف العمار وحدّه الموت الزعاف
شف سلّته وأنتَ تعرف ان السعد في سلّته
احكام تأتي باعتراف وبعضها دون اعتراف
افعاله استولت على صدر الزمن واحتلّته
ثم قصيدة «شريط الذكريات»:
هذي انتي لا مني بديت انسى واقول: الحب مات
جيتي تردين بسؤال: شلون حبك لي يموت
وجبتي الشريط اللي يسمونه شريط الذكريات
صحيح ما يحمل صور.. لكنه مثبّت بصوت
لينتقل الميكروفون بعدها الى الشاعر عبدالله ناصر العتيبي والذي قرأ قصيدة قال عنها أنها موجهة لأحد الأشخاص بعد موقف خاص حدث بينهما ومنها:
يا شيخ انا حاشمٍ نفسي
عن كل ما يجرح حروفي
تعَبت نفسي على درسي
لين الثمر صار بكفوفي
أعقبها بقصيدة «ثمان سنين» والتي وجهها لوالده.. قال فيها:
ثمان سنين لا شاكي ولا حاكي ولا فضّاح
ثمان سنين عرّاها مزاحي في شتا جدّي
ادرَجها وأقول الله يعين اللي شبابه راح
مع اني عارفٍ وش تالية ما تزرعه يدّي
ثم قصيدة «حزن أخضر» والتي يقول مطلعها:
سما.. كل اغنيات الفارس اللي رافضٍ ارضه
سما.. كل انكساراته..جروحه.. صرخة ايامه
حضن بعضه وطار هناك.. وهناك اكتمل رفضه
وش اللي يربطه بالأرض غير الطين واقدامه؟!
ليقرأ بعدها الشاعر عبدالرحمن الفاضل قصيدة في مدينته «شقراء» قال فيها:
من باب هداج من مربع بساتينك
منسورك المعتلي من ملح صوّانك
من عهد أبوتركي «الزيزوم» من حينك
قامت أمانيك يا شقراء على أركانك
ثم قصيدة «الخطأ» والتي كتبها في والدته.. ومنها:
أنا آسف يا «يمّه» كاني اخطيت.. الخطا وارد
أنا آسف يا همّي يا بعد كل البشر يا ريحة الجنّة
عزاي اني يا «يمّه» لا بغيت ادله عجزت آرد
اهوجس يا حياتي كيف اسيل رضاك واكنّه
اعقبها بقصيدة «نرجسيات المشاعر» وجاء فيها:
تغيبين وحضورك ب«الوله» ما خسرت ارباحه
ما دام إن نرجسيات المشاعر نبعها صافي
أنا لك.. والزمن لو ضاق بي ثم كثرت اشباحه
سريتك فوق سبع بحورها ما انهدّ مجدافي
ليختتم أحمد الفهيد جولة الشعر الأولى بقصيدة «يا أنيقة.. يا رقيقة.. ليه شوهتي الحقيقة» ومنها:
كل ما قررت أعالج
ه «الجنون» ب «آه» كيّ
انفجرت ب «رفض» هائج
وصرت أنا ما نيب ليّ
ثم قصيدة «أول .. آخر أوجاعي»:
كل «منفى» فيك غيبوبة «وطن»
وانبعاث أزمان في يقظة زمن
بعت قلبي لحظة الكره افترسني
ل «السلام» وما قبض جرحي ثمن
أعقبها بقصيدة «مشهد جنوني»:
المسافة بيننا توحي ب «فرقا»
وأنت ما حركّت ساكن في اهتمامك
تنهض الأوجاع في قلبي وترقا
ل «العيون» وينهمر دمعي أمامك
لتستمر بعد ذلك قراءة الشعر بواقع «4» جولات شدا خلالها شاعر ب «12» نصاً شعرياً في تمام ألقها وغاية دهشتها.
لقطات من الأمسية
طلب الجمهور من الشاعر عبدالله العتيبي إعادة قصيدته «ثمان سنين» والتي وجهها الى والده الذي لم يحضر الأمسية لأسباب صحية، كما طلب الجمهور من الشاعر أحمد الفهيد إعادة قراءة قصيدة «تصفيات الجرح» والتي كتبها بأسلوب رياضي برره بكون الجهة الداعية «رياضية» وأن المكان الذي احتضن الأمسية مقر رياضي هو نادي الوشم بشقراء.
الفاضل قرأ قصيدة جديدة اسماها ب «جيم» قال انه كتبها قبل يومين من موعد إقامة الأمسية موضحاً ان سبب تسميته لها بهذا الاسم عائد لكون أبياتها احتوت على «99» حرف «جيم».
الشاعر حجرف العصيمي حطم الرقم القياسي بإقامته لأمسيتين شعريتين في أقل من «24 ساعة».. حيث أقام في الليلة التي سبقت هذه الأمسية أمسية مماثلة في مدينة «الخبر» ضمن فعاليات الأنشطة الأدبية والشعرية في مهرجان المنطقة الشرقية الصيفي.
أعلن الشاعر عبدالرحمن الفاضل خلال الأمسية عن نيته لإصدار ديوان شعري مطبوع في رده على سؤال مقدم الأمسية عبدالرحمن الراشد حول مشاريعه المستقبلية بهذا الخصوص، كما كشف الشاعر عبدالله العتيبي عن انتهائه من تجهيز مسودة كتابه «على حده» والذي يحمل بين طياته مجموعة النصوص الأدبية التي كتبها بين عامي «1998 2001م».
باستثناء الشاعر عبدالرحمن الفاضل فان فرسان الأمسية الثلاثة المتبقين يعملون في الصحافة الأمر الذي بدا اهتمام الجمهور الحاضر به واضحاً في الأسئلة التي طرحوها عليهم.
أغلب الحضور طلبوا الاستفادة من تواجد الشاعر طلال العبدالعزيز الرشيد «الملتاع» بمشاركته في هذا المساء ولو بقصيدة واحدة لكنه اعتذر لهذا الطلب بقوله: «عبدالله العتيبي ينوب عني».
قدم المكتب الفرعي لرعاية الشباب بشقراء للشعراء المشاركين ومقدم الأمسية دروعاً تذكارية، كما قدم نادي الوشم دروعاً مماثلة فيما حظي الشاعر طلال العبدالعزيز الرشيد بتكريم خاص من مجلس إدارة نادي الوشم.
قامت إحدى شركات الإنتاج الخاصة بتصوير الأمسية تمهيداً لطرحها في أسواق الفيديو قريباً.