* الرياض الجزيرة:
بعد ظهور وباء الالتهاب الرئوي اللانمطي المعروف ب (السارس) منذ فترة وأصبح الشغل الشاغل للمنظمات والدوائر الصحية والعلماء ولوسائل الإعلام المختلفة في جميع دول العالم وبما تفرضه المسؤولية في نشر الوعي والتثقيف الصحي في أوساط المجتمع بالتعريف بهذا المرض فإننا نقدم هذا التقرير للتعريف به ومنشئه وموطنه وطرق الوقاية منه والحد من انتشاره وطرق انتقال العدوى وعلاجه وهو مستمد من كتيب عن هذا المرض اصدرته ادارة العلاقات العامة والإعلام والتثقيف الصحي بمجمع الرياض الطبي..
الفيروس التاجي
ماذا تعرف عن سارس:
في اواخر العام الماضي 1423ه 2002م، ظهر في بلاد شرق آسيا مرض جديد، أصاب الناس بالهلع والخوف، وكانت بداية ظهور هذا المرض الغامض في الصين وفيتنام وهونغ كونغ ثم انتشر بسرعة إلى جميع أنحاء العالم.
وتسارع العلماء والباحثون لمعرفة سر هذا المرض الغامض الذي يهاجم الجهاز التنفسي، وأودى بحياة الكثير من الناس، حتى أعلنت منظمة الصحة العالمية أن هذا المرض هو (متلازمة التنفس الحاد الشديد)، ويسمى بالإنجليزية اختصارا سارس.
وتبين أن هذا المرض الغامض هو التهاب فيروسي غير نمطي، يصيب الجهاز التنفسي بالفشل. كما تبين ان الجرثومة المسببة للمرض هي فيروس من فصيلة الفيروسات التاجية.
ويقول آخر تقرير أعدته منظمة الصحة العالمية بتاريخ 4/4/1424هـ (4 يونيو 2003م) ان مجمل عدد الإصابات بمرض سارس قد بلغ 8402 نتجت عنها 772 حالة وفاة. وقد تركزت معظم الإصابات في الصين وهونغ كونغ وتايوان وكندا وإندونيسيا والفلبين وسنغافورة والولايات المتحدة. ويبدو من خلال الحالات التي تم رصدها أن سارس يتفشى بشكل أساسي بين عمال الصحة وأفراد أسرة المريض ومن يخالطه بشكل عام.
ولم يسجل حتى الآن أية حالة في المملكة بحمد الله تعالى.
أسئلة وأجوبة:
* ما هو مرض سارس؟
سارس SARS هو اختصار بالأحرف الأولى للمرض، ويعني متلازمة التنفس الحاد الشديد، أو الالتهاب الرئوي اللانمطي الحاد. وهو التهاب فيرسي يصيب الجهاز التنفسي، وقد اكتشف العلماء أن سبب المرض هو سلالة جديدة غير مسبوقة من الفيروسات التاجية، ويبقى البحث عن أسباب أخرى للمرض من الفيروسات وغيرها.
* ماهو الالتهاب الرئوي (ذات الرئة) غير النمطي؟
الالتهاب الرئوي مرض يصيب إحدى أو كلا الرئتين، وتسببه عادة البكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات، والالتهاب الرئوي نوعان نمطي وغير نمطي، والالتهاب الرئوي النمطي يأخذ عادة مسارا حميدا وتقليديا وتكون فيه المضاعفات أقل وتتم الاستجابة فيه للعلاج التقليدي بشكل كبير. أما الالتهاب الرئوي غير النمطي فينجم عادة عن الفيروسات وعن أنوع معينة من البكتيريا وتكون فيه الأعراض والمضاعفات أكثر حدة.
* ما هو الفيروس التاجي؟
تتميز الفيروسات التاجية بوجود هالة أو تاج تحيط بالجسم من الخارج عند تكبيرها تحت المجهر ولذا سميت بالفيروسات التاجية، وهي مجموعة من الفيروسات معروفة سابقا ويسبب بعضها التهابات لمجاري التنفس العلوية عند الإنسان. غير أن تلك الالتهابات غالبا ما تكون خفيفة أو متوسطة ولا مضاعفات خطيرة لها. أما في الحيوانات فهي تسبب مجموعة أخرى من الأمراض في الجهاز الهضمي والتنفسي والعصبي.
* كيف ينتقل مرض سارس؟
الوسيلة الأساسية لانتقال المرض عبر انتقال قطيرات اللعاب عند ما يحدث اتصال مباشر مع مريض مصاب. والاتصال المباشر يقصد به العناية بالمريض او العيش معه، او الاحتكاك بإفرازاته التنفسية او السوائل التي تخرج منه.
كما انه من المحتمل ان ينتقل المرض عبر لمس الجلد او الحاجيات الشخصية او الأسطح الملوثة بالفيروس، ومن ثم يلمس عينيه أو انفه أو فمه فيصاب بالمرض ايضا.
* وقد ينتقل المرض أيضا بشكل أوسع عبر الهواء. او ربما بطرق أخرى لم تكتشف حتى الآن.
* ما الفرق بين انتشار الفيروسات عبر القطيرات وانتشارها عبر رذاذ الهواء؟
يشير الانتشار عبر القطيرات إلى أن الفيروسات تتواجد في القطيرات الكبيرة التي تنجم عن سعال او عطس الأشخاص، وبسبب حجمها الكبير فإنها تنتشر إلى مسافة 3 أقدام أو أقل.
ويمكن حدوث الانتشار بالقطيرات إما بشكل مباشر من شخص إلى شخص إلى آخر، أو بشكل غير مباشر عندما توضع هذه القطيرات على جسم ما مثل سماعة الهاتف أو مقابض الأبواب ثم يأتي شخص ويلمس هذه الأجسام وفيروسات الزكام تنتشر بهذه الطريقة.
أما الانتشار عبر رذاذ الهواء يعني أن الفيروس يتواجد في رذاذات تنفسية صغيرة جدا مثل البخار الناعم والغبار، الذي يمكن استنشاقه من قبل اشخاص آخرين.
ويمكن لهذه الرذاذات ان تبقى في الهواء وتنتشر لمسافات أبعدمن القطيرات ومثال على ذلك الفيروسات التي تنتشر بالرذاذ الأنفلونزا والحصبة.
* ما هي المدة الزمنية التي تبقى فيها الفيروسات التاجية حيةً في البيئة؟
الفيروسات التاجية الاعتيادية لا تبقى حيةً فترة طويلة في البيئة أما الفيروس الجديد التاجي المسبب لمرض سارس فإن الدراسات الأولية تشير إلى أنه قد يبقى لعدة أيام، لكن هذا الأمر يعتمد على عوامل كثيرة، مثل البيئة والجو والوسط الذي يعيش فيه الفيروس ودرجة حرارة الجو.
الأعرض وفترة الحضانة
كما تظهر أعراض أخرى مثل ضعف الشهية والتعب والقصور التنفسي، والقصور الكبدي وقصور بالقلب بالإضافة الى سوء تنسج نقي العظام.
وتعرف فترة حضانة مرض سارس بأنها الزمن الفاصل بين دخول الفيروس إلى الجسم وظهور الأعراض، وتبلغ في العادة من 2 7 ايام والمتوسط من 3 5 أيام، لكن بعض الحالات تطول فيها فترة الحضانة لتبلغ 10 أيام.
فحوصات مخبرية:
تكاتفت جهود العلماء بسرعة حتى تمكنوا من إيجاد طريقة للكشف عن فيروس سارس في سوائل الجسم كالدم والبراز وإفرازات الأنف، وتسمى هذه الطريقة (RT - PCR). كما يمكن الكشف عن وجود الأجسام المضادة للفيروس بإجراء اختبارات مصلية. وأخيراً تمكن بعض العلماء من الكشف عن فيروس السارس باستنباته في مزرعة فيروسية. والفحوصات التي تتم لتشخيص المرض: أشعة الصدر (سينية أو مقطعية)، وتحليل دم كامل (عدد كريات الدم البيضاء واللمفاويات والصفائح يكون عادة منخفضاً)، واختبارات تخثر الدم، وكيمياء الدم (ترتفع أحيانا أنزيمات الكبد، وقد تنخفض نسبة الأملاح (الصوديوم والبوتاسيوم).
توصيات لمنع الانتشار:
تتضمن الاحتياطات الأساسية ما يلي:
يجب ان يحد مرض سارس من اختلاط الاسرة بالناس والخروج من المنزل، كما يجب عليهم عدم الذهاب الى العمل والمدرسة والأماكن العامة.
يجب على كل افراد أسرة المريض المصاب بسارس خلال فترة العشرة أيام السابقة التي خالطوا فيها المريض أن يتبعوا بدقة التوصيات من تعقيم للأيدي بالصابون أو المعقم الطبي أو ارتداء القفازات المطاطية.
يجب على كل مريض مصاب بسارس أن يرتدي كمامة جراحية خلال اختلاطه مع شخص آخر غير مصاب فإذا لم يستطع ارتداء الكمامة فيجب على المحيطين به ارتداؤها عندما يختلطون به.
يجب ارتداء قفازات (للاستعمال مرة واحدة) في حال التماس مع سوائل جسم مريض السارس، كما يجب إتلاف القفازات وعدم استخدامها مرة اخرى، مع ملاحظة ان استخدام القفازات لا يغني عن غسل اليدين.
يجب على المرضى المصابين بسارس عدم المشاركة في الطعام او النوم او استخدام المناشف مع بقية افراد الأسرة فرغم إمكانية الغسيل بالصابون والماء الحار، فإن فيروس سارس يمكن أن يبقى حياً لمدة ثلاث ساعات في البيئة.
وإن المنظفات الاعتيادية كافية لتعقيم المراحيض والمغاسل والأسطح التي يلمسها مريض السارس، ولكن يجب استخدام هذه المنظفات بشكل متكرر.
بالنسبة لبقية أفراد أسرة المريض المصاب بسارس فلا داعي لتقليل تنشاطاتهم وتحركاتهم، ما لم يطرأ عليهم أعراض تدل على المرض مثل الحمى وصعوبة التنفس.
العلاج:
يوصى حالياً بمعالجة المرض بنفس الوسائل التي يعالج بها أي التهاب رئوي غير نمطي واسس علاجه هي:
المضادات الحيوية ومضادات الفيروسات والستيروئيدات، والاكسجين والعلاج الطبيعي للصدر والتنفس الاصطناعي.
خارطة ترصد حالات سارس بالعالم
أعراض عامة رئيسية الأعراض الأقل شيوعاً
الحمى (أكثر من.. أف او 38 س) الدوار
القشعريرة أو الارتجاف ألم الحلق
الآلام العضلية سيلان الأنف
السعال الغثيان والقيء
الصداع الإسهال
|