على ضوء جرائم الإرهاب الحاصل هنا وهناك وما نتج عنه من ملابسات وظواهر دخيلة على هذا المجتمع المسلم والمسالم في نفس الوقت وبروز هذا التيار المبطن بأيديولوجيات فكرية ظاهرها التستر بالإسلام لغرض الاساءة للإسلام أولاً والدخول به في مفارق طرق ما أنزل الله بها من سلطان وفي باطنها السعي لأهداف سياسية يراد منها تحقيق أهداف على أكتاف هؤلاء الجهلة والأميين والمخدوعين بهذه الشعارات البراقة التي طالما خيمت على الفكر العربي والشارع العربي لأكثر من خمسين سنة وأخذت قضية فلسطين قميص عثمان فلا تحررت فلسطين ولا سلمت أرصفة الشارع العربي من تلك المظاهرات والاستنكارات التي كانت تلك الشعارات المحرك الأساسي لها ولكنه سرعان ما وقع السحر على الساحر فالشعار الاشتراكي والقومي ضيع فلسطين عن بكرة أبيها بحرب عام 1967م وسبب للشعب الفلسطيني أبشع مظاهر الذل والخذلان والذي هو نفسه خرج من بين أصلابه واقتنع بهذا التيار القومي وصار على نهجه فكانت النتيجة بهذه الصورة ولازال يدفع الثمن غالياً حتى اليوم،.
أما الشعار الآخر وهو بعث صدام فقد انتهى من حيث أتى وصار ضحيته شعب العراق ودخل في نفق مظلم لا يعلم نهايته إلا الله واختفت الألسن والشعارات الرنانة التي كانت تدق أهأديج الطبول ولماذا انهيار هذين الفكرين بهذه السهولة لأنها أصلاً لا أصل لها في القيم ولا في الأخلاق ولأنها حكمت بالنار والحديد حينما وصلت إلى كرسي الحكم وهذه النتائج حدث ولا حرج والتاريخ سجل أفظع المهازل والجرائم، فالبطش والقتل والارهاب من هذين الفكرين وكما قال الملك فيصل رحمه الله من جرب المجرب حلت به الندامة.
أما الفكر الثالث فهذا هو يحاول الظهور على الساحة بهذا الفكر الايديولوجي المسيس بالإسلام والذي نبع مصدره أصلاً مما سمي بحرب الجهاد في افغانستان واكتسب على ضوئه تعاطف كثير من الناس على أساس انه حرب مقدسة ولكن يا غافل لك الله ظاهره محاربة الكفار ودخول الجنة كما في مخيلتهم وباطنه أهداف سياسية يراد من ورائها القفز على الأكتاف والاستيلاء على كراسي الحكم للدخول بالأمة في متاهات الحروب والويلات.
إذاً العبرة من التجربة والجزاء من جنس العمل ناهيك عما يحصل حالياً في الجزائر نتيجة هذا الفكر الذي يعتبر اكبر برهان وعليه فإن واجب توعية الناس.
وكما قلنا في مقال سابق ان على أهل العلم والثقافة والرأي وأصحاب الأقلام والصحافة والإعلام الخروج إلى الساحة لإنارة الطريق وارشاد الناس من خطر هذا الفكر الداهم الذي قد يكون له صلة أو رابطة تاريخية بما حدث في فتنة مقتل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه . واقامة شرارة الفتنة بين المسلمين فيما حدث بينهم والتي كان ضحيتها آلاف المسلمين وعلى رأسهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
كل هذا بسبب ما سمي بفكر الخوارج ولنا في التاريخ عظة وعبرة لمن يعتبر.
لقد أعجبت كثيراً بمقولة لسمو الأمير خالد الفيصل في اجابة رده على أحد سائليه في مقابلة صحفية عن رأيه في هؤلاء لربما تعرضوا لعملية غسل عقول فكان رده رائعاً حينما قال إن عملية الغسل عادة تنظف ولكن هذا تلوث يلوث من يحيط به والحقيقة هذا الكلام واقعي ولابد من التصدي له بالطهارة والنظافة والإيمان وما الله بغافل عما يعمله الظالمون.
|