شمس التواصل أشرقت أنوارها
ومحا الصباح ظلام ليل الساري
فتوافدت تلك الوجوه مجيبة
داع الإله الواحد القهار
ترجو مثوبة ربها بوصالها
ترنو لمد الرزق والأعمار
أبناء عمي اسرتي وعشيرتي
بهم اعتزازي وارتقاء فخاري
حييتم أهل الحريق فمرحبا
ملء القلوب تحية الأمطار
يا من أجاب إلهه بندائه
أبشر بعقبى الدار للأبرار
جنات عدن يدخلون وصالحوا
آباءهم والعصبة الأخيار
تلقي الملائكة التحايا طبتم
فبما صبرتم نعم عقبى الدار
هذا جزاء الواصلين فويح من
قطع الوصال بصارم بتار
في سورة الرعد الحكيم أبانه
وعدا يهز شعور ذي الأبصار
سمِّى المقاطع مفسداً في أرضه
في لعنة يبقى وسوء الدار
من سار في ركب اللعين حدا به
ورمى به في عصبة الكفار
إبليس يغري بالتقاطع جاهداً
يلقي التباغض بالخلاف يماري
الأجل دنيا للفناء مآلها
نبني موازين التواصل عاري
إن لم يكن فيض التسامح بيننا
عشنا التقاطع حول جرف هار
أنعم بمن يسعى لخير فضيلة
إصلاح ذات البين بالإسرار
أنعم بمن يسعى لخير جاهداً
يرجو النجاة بشاطىء الإبحار
أدى الصلاة لوقتها متخشعاً
نبذ الهوى مستغفر الأسحار
قرآنه يتلوه في غسق الدجى
رطب اللسان بوارد الأذكار
هجر النميمة والوشاية والخنا
هجر الغنا وسفاسف الأشعار
ورعى حقوق الوالدين كليهما
وروابط القربى وحق الجار
لم تلهه دنيا بزيف حطامها
ما اغراه حسن الدار والدينار
والجودمن سمة التواصل بيننا
بالبذل والإحسان والإيثار
فيد الغني تمد جود إلهها
لتساعد المحتاج ذا الإعسار
والنصح والإرشاد يصلح خلة
فيها استقامة تائه المضمار
ذي صبوة زلت به قدم الردى
في غفلة مع صحبة الأشرار
فتناولته يد المحب شفيقة
وسمت به قبل اندلاع النار
فالكل منا قائم برسالة
والكل مدعو إلى الإعمار
كن صالحا ثم اسع جهدك مصلحا
متأنيا بالأمر والإنكار
واعلم بأن هدية قدمتها
تصطاد صيد الفارس المغوار
إني لأدعو في الختام لمن سعوا
في ذا التجمع عيشة الأطهار
ولمن أجابوهم وجاءوا رفعة
في هذه الدنيا وعند الباري