إحساس فلسطيني وعربي طاغٍ بخيبة الأمل عقب القمة بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي، وقد زال كل أثر لذلك التفاؤل الذي ظهر في أعقاب اجتماع بوش مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس، حيث راج قبلها أنَّ واشنطن ستسعى إلى دعم أبو مازن من خلال الضغط على إسرائيل لإجبارها على التعاطي مع عملية السلام بشكلٍ مرضٍ.
وبرز السور العازل الذي تبنيه إسرائيل كمؤشر على مدى جدِّية السعي الأمريكي الجاد نحو السلام من خلال الضغط على إسرائيل، وبينما تجنب الرئيس الأمريكي تكرار الانتقاد للسور أمام رئيس الورزاء الإسرائيلي فإن شارون حرص على تأكيد تمسك إسرائيل بالسور بينما كان بوش يقف إلى جواره في مؤتمر صحفي عقب لقائهما في واشنطن.
وقد أحست واشنطن بأجواء الإحباط الفلسطيني ومن ثم سارع بوش إلى إطلاق جملة تصريحات عن الدولة الفلسطينية التي قال إنها ستقوم عام 2005، مشيراً إلى أن أبو مازن أثار إعجابه وأنه يصدق رئيس الوزراء الفلسطيني عندما يقول إنه سيقضي على البنى التحتية للإرهاب.
غير أن كل ذلك لن ينجح في إزالة القناعة بأن واشنطن لم تبذل مجهوداً كبيراً لتغيير المواقف الإسرائيلية عن السور وعن مسائل أخرى ضرورية لاستمرار خارطة الطريق.
ومع ذلك فإن واشنطن تتوقع أن يقوم أبو مازن بالحد من أنشطة الفصائل التي تواجه إسرائيل، ومن المؤكد أن أي تحرك للسلطة في هذا الاتجاه سيؤدي إلى مواجهات فلسطينية فلسطينية، خصوصاً وأن الفصائل التزمت بهدنة وكانت تتوقع خطوات إسرائيلية ترقى إلى مستوى الهدنة، خطوات مثل الإفراج عن كل الأسرى وإكمال الانسحابات من مدن الضفة الغربية ووقف بناء السور العازل الذي يقتطع مساحات كبيرة من الضفة ويضمها لإسرائيل.
|