Friday 1st august,2003 11264العدد الجمعة 3 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لما هو آت لما هو آت
الأبالسة العشرة!!
خيرية إبراهيم السَّقاف

طفلة لا تتجاوز السادسة من عمرها...
ذكية حدَّ اختراق ما في ذهنك قبل أن تنطق،
مرحة حدَّ إضفاء الفرح من حولك دون أن «تزهق»...
جلست إليها أحادثها...
لا أدري لماذا سألتها ممَّ تخافين؟
أردت اختراق داخلها... معرفة ما يدور في خلدها...، اكتشاف أبعاد ادراكها؟!
قالت: مَنْ «الأباليس» العشرة؟!
ومَنْ هم «الأباليس» العشرة؟!
قالت: هم إبليس وإبليس وعدِّي حتى تصلي الرقم؟!
قلت: معك، فمَنْ إبليس الأول؟!
قالت : الخوف؟!
قلت : كيف؟ قالت: عندما أخاف لا أنام، وعندما لا أنام أفكر في إبليس الثاني، قلت استمري فمَنْ هو إبليس الثاني؟ قالت: الموت؟ قلت: الموت ليس إبليسا يا صغيرتي قالت: لأنَّه يخيفني أخاف أن تموت أمي، وأبي، وقطتي قلت: هذان إبليسان. فاكملي: قالت: إبليس الثالث جارنا، قلت كيف ولماذا؟ قالت: يفزعني صوته كلما سمعته يصرخ يضرب زوجته وبناته.
أما إبليس الرابع فهو الشيطان الذي كلَّما سمعت أمي تنادي أخي للصلاة أجده جالساً لا يجيبها فهو الذي يمنعه عن الصلاة وإبليس الخامس في رأس السائق الذي في خدمتنا فهو كلَّما طلبت إليه أن يشتري لي آيسكريم يكذب ويقول إنَّ بائع الآيسكريم مريض ولم يفتح المحل.
وكل الأباليس الباقين هم: زميلتي في المدرسة تسرق دفتري عندما تضع لي معلمتي نجمات لتفوقي.
وهناك إبليس في رأسي يطلب مني كل يوم أن أذهب بمفردي أمشي وأمشي واكتشف مدينة الرياض بمفردي ويشترك معه ابليس الخوف فأتراجع.
وإبليس الثامن هو الكذب فأنا لا أحب من يكذب وإبليس التاسع المحتل في فلسطين كل لحظة يقتل ويحرق في فلسطين، وإبليس العاشر اسم الحرب، عرفت من أبي وأمي معنى الحرب فلنا الآن أيام طويلة كل الأخبار لا تحمل إلا إبليس الحرب.
قالت هذا كله بلهجة طفولية جميلة راقية تنم عن موهبة غير عادية لم استشف منها بعداً أجمل ولا أعمق ولا أوسع من أنَّنا سنجد في هذا الجيل وعياً مبكراً، وحسَّاً يقظاً... فكيف يمكن أن نستغل هذه الامكانات الخام في صناعة الأيام التي نجعلهم فيها يحاربون الأبالسة العشرة؟!.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved