* نيوزيلاندا - «الجزيرة»:
أكد المؤتمر الدولي حول الإسلام الأبعاد الثقافية والحضارية والعلاقات الإنسانية - الذي نظم مؤخراً في نيوزيلاندا- على أهمية تشجيع الحوار مع الحضارات المعاصرة بهدف التعاون على إيجاد عالم جديد يقوم على التعاون والثقة، ورفض الظلم والعدوان، وإبراز القواسم الأخلاقية المشتركة بين أهل الأديان، وتبيان ما يشتمل عليه المنهج الإسلامي من مبادئ تؤكد على كرامة الإنسان وحقه في العيش الآمن.
وطالب المؤتمر بإعطاء قضية المرأة أهمية خاصة، وتأكيد الحقوق الكثيرة التي منحتها لها الشريعة الإسلامية الغراء، ومقاومة ضغط التقاليد والأعراف التي تخالف الشريعة، وتكبل انطلاق المرأة المسلمة ومشاركتها في الحقوق العامة ومجالات التربية والتعليم.
وحث على ضرورة الاهتمام بالشباب باعتباره عماد المستقبل، ووريث الحضارة الإسلامية وتربيته تربية إسلامية حتى يتمكن من تجنب الجوانب غير الأخلاقية للحضارة الغربية لحمايتها من تأثير الغزو الفكري والعادات الرذيلة التي تشيع عبر أجهزة الإعلام المقروءة والمسموعة والمشاهدة، والتنسيق بين نشاطات المراكز الإسلامية في الخارج لكي تقوم هذه المراكز بدورها المأمول في الحفاظ على الهوية الإسلامية لأبناء المسلمين في الخارج.
وشدد المؤتمر - في توصياته- على أهمية مد جسور الحوار بين العالم الإسلامي ونيوزيلاندا واستراليا والجزر المجاورة لها في المحيط الباسفيكي، بغية التعاون من أجل ترسيخ ثقافة التعايش بين الحضارات، والتصدي للمذاهب التي تدعو إلى الصراع والصدام بين الحضارات ورفض محاولة الهيمنة والسيطرة الثقافية والحضارية والتمسك بمبادئ العدالة والسلام والتضامن في ظل القانون الدولي.
ودعا الجمعيات والمراكز الإسلامية الموجودة في نيوزيلاندا إلى التنسيق في ما بينها، وحثها على إيلاء التربية والتعليم أهمية قصوى في نشاطاتها حتى يكون أبناء الجالية الإسلامية حلقة وصل ومؤثرة في المجتمعات التي يعيشون فيها، ليكونوا بذلك المثل الأعلى بسلوكهم الإسلامي الصحيح والسليم.
وفي هذا الشأن، بين المؤتمر - الذي نظم تحت رعاية منظمة المؤتمر الإسلامي- أن الدعوة إلى الله تعالى بوصفها رسالة رحمة وتحذير من أجل إسعاد البشرية يجب أن تتم على مستوى الجالية المسلمة المهاجرة، ومستوى الشباب المسلم في المجتمعات غير الإسلامية وعلى مستوى المجتمع المضيف، والداعية يجب أن لا يكون متحدثا بلغة المجتمع غير المسلم وحسب، بل مطلعاً أيضاً على القيم الثقافية ومعايير المجتمع المذكور، وعليه لابد من تنمية الطروحات الخلاقة والمحبة الخالصة والألفة القوية، ونشر الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، وتطبيق مبدأ الدعوة العملية على مستوى عال عن طريق البرامج والخدمات الإنسانية والخيرية والإصلاحية والتنموية والتعليمية للمجتمع.
وطالب المؤتمر بتنسيق الجهود بين مختلف الجمعيات والمراكز الإسلامية في سبيل التعامل المناسب مع الحملات الإعلامية المعادية للإسلام والمسلمين وخاصة في بلدان الغرب، إلى جانب تشجيع الأقليات الإسلامية في قارات العالم كي تعمل داخل مجتمعاتها على توضيح صورة الإسلام الصحيحة، ورسم خطط متكاملة للقيام بمناشط ثقافية وإعلامية تتعلق بالموضوعات ذات الاهتمام المشترك في البلدان غير الإسلامية، خاصة تلك البلدان التي يوجد بها أقليات غير مسلمة، بالإضافة على العمل على التواصل المستمر مع المجتمعات المدنية والدينية في الغرب من أجل التحاور والتعاون معها بما يكفل منع الإساءة للدين، ومنع التعصب والكراهية بين الشعوب.
وأكد المؤتمر على ضرورة العمل على معالجة الفقر والجهل والمرض باعتبارها من أهم التحديات التي تتعرض المجتمعات الإسلامية لها، وكذلك الاهتمام بموضوع التعامل مع آثار العولمة في مختلف الجوانب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والإعلامية بهدف الإفادة من الإيجابيات ووقاية الأمة من السلبيات محتفظة على هوية الأمة وثوابتها، والطلب من منظمة المؤتمر الإسلامي النظر في إمكانية إنشاء مركز أبحاث يُعنى بشؤون المرأة في العالم الإسلامي.
وأكد المشاركون في أعمال المؤتمر «التي استمرت ثلاثة أيام- مع التأكيد على أهمية العمل على التفرقة بين الإرهاب والنضال المشروع والدفاع عن النفس أمام الظلم والعدوان والاحتلال.
وبالنسبة لوضع المسلمين في نيوزيلاندا فقد صدر عن المؤتمر عدد من المقترحات وهي: على المسلمين في تنمية وعيهم بثقافة وتقاليد وتاريخ المجتمع غير المسلم الذي يعيشون فيه، ودعوة المسلمين في نيوزيلاندا إلى المشاركة الفاعلة في المؤسسات والمنظمات ومختلف الهياكل الاجتماعية والسياسية والثقافية وغيرها في بلدهم حتى يكونوا عنصراً فاعلاً ومؤثراً وإيجابياً.
|