تزوج امرأة جميلة أنيقة ذات عبارات رنانة ومن بلاد باردة، واستطاب لذة العيش معها ولكنها ليست من بيئته، وليست من قبيلته، ولا هي من عشيرته، ولا هي ممن يعرف طباعه وطباع بلاده فلما عاش معها وولدت له بدأت تمتص أمواله وتخزن هذه الأموال عبر ممتلكات لها في بلادها ثم انزلقت في مهاوي الرذيلة، وبدأت تساومه في عرضه ثم أراد ان يتخلص منها وطلقها فولت مدبرة الى بلادها وهربت بأولاده وبدأ ينظر الى بُنياته وان له ان يربيهن، فاستشار كل حصيف من قومه فقيل له ارجع اليها واصبر على أذاها حتى تكبر بُنياتك وحتى تربي أولادك في بلادك وعند قومك لعل وعسى وليت ولكن، ففعل ذلك واستفاد فعلاً وربى أولاده وبناته تربية حسنة، ولكن نيران الحقد ونيران البغض مازالت تستعر في هذه الزوجة الاجنبية التي اعتبرته مطية لمآربها الدنيوية فاستمر الخلاف واستشاط، ثم كان الفراق الأبدي بعد ان استنفد مجموع ما أباح الله له من طلقات، ثم كان بينهما طفلٌ بدأ يتنازعانه بقوة وقهر وغلبة وكل منهما يريد ان يأخذه بقدر قوته التي يستطيع، وأصبح الابن كشاة بين غنمين، ثم ولى الأب مدبراً وقد نسف ابنه على كتفه هارباً فلحقت الأم بوليدها طالبة، واخذ النزاع بينهما منعطفاً آخر لا ينتهي واستمرت اروقة المحاكم تشهد خصامهما ونزاعهما واطفالهم وأولادهم يعيشون مرارة الحقد الدفين والحسابات الأليمة والشتائم والقذائف الكلامية المؤلمة من كل طرف ضد آخر، وهذه بلا ريب عاقبة الزواج بامرأة اجنبية لقوم يعقلون، فهل يتفكر شبابنا وابناؤنا ببنات المسلمين اللائي مُلئت منهن البيوت ويرجعوا اليهن فإنهن ألطف رعاية وأكرم عناية واشرف اصالة، وانبل اخلاقاً، وأرعى أمومة وأكرم شرفاً وأعلى مقاماً، وانهن قد عشن في ظل الفضيلة يستمتعن كل يوم بما يسمعنه في بيوتهن من كلام الله وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - من منابر المساجد ومنائر المساجد ووسائل الإعلام في هذه البلاد المؤمنة الآمنة الطاهرة النقية التي يتفيأ ظلالها كل مؤمن من أصقاع الارض ويعيش نعمة الأمن فيها والأخلاق الفاضلة الكريمة والعدالة الشرعية المؤتمنة الآمنة المطمئنة، نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين.
( * ) القاضي بالمحكمة الكبرى في الرياض
|