مختصر الفقه الإسلامي كتاب كبير في حجمه.. عظيم في محتواه .. سهل في معناه..أهداني إياه مؤلفه الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبدالله التويجري.. وتصفحته في البداية على عجل.. وبعد فترة وجيزة يسر الله لي البدء في قراءته فألفيت كاتبه قد صاغه بأسلوب سهل يستطيع الانتفاع منه المتخصص في العلوم الشرعية والمبتدئ على حد سواء.
لقد اختار المؤلف عامة أصول الكتاب ومسائله في الفروع، من كتب الفقهاء الكبيرة والمختصرة إضافة إلى فتاوى كبار العلماء مع اعتماد الأقوال الراجحة من الأئمة الأربعة.
هذا الكتاب القيم الذي تزيد عدد صفحاته عن ألف صفحة من الكتب العلمية المهمة التي يحتاجها أبناء الأمة في هذا العصر الذي تفشت فيهم الأمية الدينية بشكل كبير وملحوظ وخاصة ما يتعلق بالعقيدة والعبادات، وفي هذا الوقت الذي كثرت فيه وسائل الإغراء، والإغواء واللهو والملهيات في سبل شتى وطرق متعددة ناهيك عن ثورة الاتصالات بتقنياتها المتعددة، أمام ذلك كله أضحى الناس يحتاجون إلى زاد فقهي يعينهم على فهم دينهم بالشكل الصحيح، زاد وفير مركز يعده علماء ودعاة ماهرون في الصياغة العلمية بأسلوب ميسر بسيط حتى يستطيع أن يتناول هذا الغذاء الروحي المبتدئون وخاصة المتحمسين للدين العظيم وينقصهم العلم الشرعي الذي يقدم بأدلته النقية البعيدة عن كل الشوائب.
إن الأمة بحاجة إلى مثل هذا المختصر اسماً، الكبير شكلاً، عظيم الفائدة مضموناً ومحتوى وهو الذي جعله مؤلفه في عشرة ابواب مرتبة كان أولها التوحيد والإيمان وأوسطه السنن والأحكام وآخره الدعوة إلى الله المستندة مادته العلمية إلى الأصلين العظيمين القرآن والسنة النبوية الصحيحة.
الشيخ التويجري حينما يقدم هذا السفر الجميل فإنه يضيف للمكتبة الإسلامية رصيداً خيراً من العلم الشرعي هو نتاج مسيرة أربعين عاما في طلب العلم.
وللمؤلف الورع - أحسبه كذلك ولا أزكيه على الله- له نشاط مشهود في الحقل الدعوي تأليفا من خلال مجموعة من الرسائل العلمية وفي العمل الميداني في مكتب توعية الجاليات بمدينة بريدة بمنطقة القصيم.
والكتاب جدير بالقراءة وحقيق بالاقتناء والإهداء.. شكر الله لمؤلفه وزاده توفيقاً وتسديداً ونفع به المسلمين.
|