|
|
ونواصل ما بدأناه من توجيهات للعروسين في السابق حيث إن عليه أن يحفظ أسرارها وبالذات أسرار الفراش وكذلك أيضاً هي عليها ذلك فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة: الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر أحدهما سر صاحبه) رواه أبو داود، ومما هو جدير بالاشارة إليه أن الحياة الزوجية متى سمح أحد الزوجين لأي كائن من كان التدخل في شؤونها فذلك يعني البداية الحقيقة لانهيارها مما يعني تفرق الزوجين بالطلاق وتشرد الاطفال وإن لم يكن ذلك فلا أقل من أن يعيش الزوجان وأطفالهما عيشة شقاق وجفاف عاطفي وحروب كلامية كل عشية وضحاها ويا ترى هل ينشد عاقل السعادة في تلك الأجواء!!، وعليه أن يغار عليها الغيرة المحمودة وكذلك أيضاً هي عليها ذلك، وعليه أن يكون متأنياً معها حليماً عليها ومتسامحاً معها وكذلك أيضاً هي عليها ذلك، وعليه أن يأمرها بالمعروف وينهاها عن المنكر ويعلمها أمور دينها وما ينفعها وكذلك أيضاً هي عليها ذلك، وعليها بأن تسحره بالسحر الحلال وذلك بأن تبدع في زينتها وفي لباسها عندما يعود من السفر وعندما يعود من العمل وفي أوقات أخرى تعرفها حواء بفطرتها وأحاسيسها ومشاعرها، وعليها أن لا تذكر له مشاكل البيت والأطفال وطلبات المنزل عندما يعود من عمله وعندما تراه متعباً سواء كان تعباً جسدياً أو فكرياً أو نفسياً، وعليها أن ترضى بما قسم الله من رزق مع هذا الزوج وعليها الاعتراف له بالجميل والوفاء والطاعة في غير معصية الله وعليه أيضاً هو كذلك، وعليها أن تبذل جهودها في إكرام أهله وضيوفه وأن تكون مهندسة ديكور مبدعة ولو كان أثاث منزلها متواضعاً، وعليها أن تحرص كل الحرص على أن تملك قلبه وعينه فلا يخفق قلبه إلا لها ولا تنظر عيناه إلا لها وكذلك أيضاً هو عليه ذلك، ويتأكد هذا الأمر وهذا التوجيه في زمننا هذا الذي كثر فيه فاتنو النساء من شياطين الإنس وفاتنات الرجال من شيطانات الإنس وهم وهن كثر مع الأسف الشديد في القنوات الفضائية وفي المجلات الهابطة وفي الأسواق. هذه نصائح وتوجيهات استقيتها مشافهة أو قراءة وتجربة من نصح الناصحين وتجربة المجربين أسطرها هنا نصحاً لنفسي قبل غيري فليس كل من كتب أو قال ناصحاً يعني أنه مطبق لما كتب أو قال، ولو قلنا للناصحين من بني البشر- ما عدا الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام- لا تنصحوا الناس إلا بما أنتم فعلتموه من تلك النصائح لما نصح ناصح من الناس أحداً، لذا فالنصيحة المتكاملة لا تعني أبداً كمال ناصحها ومسديها!!. وقد يستغرب بعض القراء هذه التوجيهات السالفة الذكر ولكن هذا الاستغراب- إن وجد- فهو لا محالة زائل- بإذن الله تعالى- إذا ما عرف مكانة الزوج عند الزوجة ومكانة الزوجة عند زوجها قال الله تعالى:{ )وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (21) |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |