* المدينة المنورة - الجزيرة:
حقق مجمع الملك فهد بن عبدالعزيز لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة انجازا كبيرا في معدلاته الانتاجية على مدار السنوات الماضية إذ بلغ مجموع ما أنتجه من مختلف اصدارات المصحف الشريف منذ افتتاحه سنة 1405هـ، وحتى نهاية شهر ربيع الآخر الماضي من هذا العام «1424هـ»، «422 ،660 ،163» مليون نسخة.
وشملت الكميات الموزعة مختلف اصدارات المجمع، التي وصلت الى جميع القارات، والدول الاسلامية، والأقليات المسلمة في العالم، وتجاوز عدد الاصدارات التي انتجها المجمع «80» اصداراً موزعة بين مصاحف كاملة، وأجزاء، وترجمات، وتسجيلات، وكتب للسنة والسيرة النبوية، وغيرها، وانتج المجمع عدة مخطوطات برواية حفص عن عاصم، وورش عن نافع، والدوري عن أبي عمرو، وقالون عن نافع.
ويوضح سعادة الأمين العام للمجمع الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي في استعراضه لتقرير صادر عن المجمع هذا الشهر ان أهداف المجمع تتبلور في طباعة المصحف الشريف بالروايات المشهورة في العالم الاسلامي، وتسجيل تلاوات القرآن الكريم بالروايات المشهورة، وترجمة معاني القرآن الكريم وتفسيره، والعناية بعلوم القرآن الكريم، وكذلك العناية بالسنة والسيرة النبوية، ثم العناية بالبحوث والدراسات الاسلامية، والوفاء باحتياجات المسلمين في داخل المملكة وخارجها من اصدارات المجمع المختلفة، الى جانب نشر اصدارات المجمع على الشبكات العالمية.
وتناول الدكتور العوفي ما تم توزيعه خلال الشهر الماضي «ربيع الآخر» من مختلف الاصدارات حيث قال: إن مجموع المصاحف التي تم توزيعها في داخل المملكة وخارجها بلغ «275 ،349» ألف نسخة، و«700 ،50» نسخة من أجزاء متعددة من القرآن الكريم «جزء عم، وتبارك والعشر الأخير، وربع يس»، و«732 ،64» نسخة من ترجمات معاني القرآن الكريم، و«975 ،14» نسخة من الشرائط المسجل عليها تلاوات القرآن الكريم لأئمة الحرمين الشريفين وبعض المقرئين، وتفاسير لبعض أجزاء القرآن الكريم بمختلف اللغات.
الجدير بالذكر ان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - قد وضع حجر الأساس للمجمع في عام 1403هـ، وافتتحه - رعاه الله - في السادس من شهر صفر عام 1405هـ، ويعد انشاء المجمع من أجل الأعمال التي وفق الله خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - للقيام بها، حيث اعتنى بطباعة المصحف الشريف، وتوزيعه بمختلف الاصدارات والروايات على المسلمين في شتى أرجاء المعمورة، واعتنى بترجمة معاني القرآن الكريم الى كثير من اللغات العالمية، وطباعة كتب السنة، والسيرة النبوية، وذلك استشعارا منه - حفظه الله - بأهمية خدمة القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة من خلال جهاز متخصص.
ويضم المجمع في مقره بالمدينة المنورة أمانة عامة تتابع تنفيذ سياسات المجمع، وتحقيق أهدافه، ويعمل به حاليا حوالي «800 ،1» موظف بين علماء وأساتذة جامعات وفنيين واداريين، ونسبة السعوديين منهم تصل الى حوالي «70%»، وتعمل الكفاءات السعودية الآن في مختلف الأقسام الفنية بالمجمع، ويتابع المجمع تطوير مهاراتهم الفنية والادارية لتتناسب مع احتياجاته، من خلال مركز التدريب والتأهيل الفني التابع للمجمع.
أما الطاقة الانتاجية الفعلية لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، فإنها نحو عشرة ملايين نسخة من مختلف الاصدارات سنوياً، ويراعي المجمع في اختيار اصداراته المطبوعة أو المرتلة، وانتاجها، وتوزيعها المواءمة بين حاجات المسلمين، اليها، وبين الاستفادة القصوى من الامكانات الكبيرة التي أمر بتوفيرها للمجمع خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -.
ومن ترجمات معاني القرآن الكريم الى اللغات المختلفة، انتهى المجمع من طباعة نحو «40» ترجمة بلغات هي: الباشتو، والبراهوئية، والألبانية، والإندونيسية، والأوردية، والبنغالية، والبوسنية، والتركية، والتاميلية، والصومالية، والصينية، والفرنسية، والقازاقية «حرف سيريليكي»، والانجليزية، والهوسا، والإيغورية، والإسبانية، والفارسية، والكشميرية، والكورية، والمليبارية، والمقدونية، واليوربا، واليونانية، والأنكو، والبورمية، والتايلندية، والزولو، اضافة الى ذلك هناك ثماني ترجمات لمعاني سورة الفاتحة، وجزء عم الى اللغات الاسبانية، والانجليزية، والتغالوغ، والصينية، والأوردية، والاندونيسية، والفرنسية، والمليبارية، والهوسا، وترجمة لمعاني جزء تبارك، وجزء عم باللغة الصينية، وترجمة بدون النص العربي باللغة الانجليزية، وترجمة مسجلة على شرائط كاسيت باللغة الأورومية، وبذلك يصل مجموع الترجمات الى «56» ترجمة، كما يعد المجمع ترجمات أخرى مستقبلا بينها ترجمات لمعاني القرآن الكريم باللغة العبرية.
وبتوجيه من الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - يقدم المجمع نسخة من اصدارات المجمع لضيوف الرحمن من حجاج بيت الله الحرام، حيث يواصل المجمع سنويا توزيع هدية خادم الحرمين الشريفين لكل الحجاج عند مغادرتهم منافذ المملكة عائدين - بسلامة الله وحفظه - الى بلادهم بعد ان يؤدوا مناسك الحج في يسر وطمأنينة متمتعين بالتسهيلات، وبالامكانات الكبيرة التي وفرتها لهم المملكة.
ويضم الهيكل الاداري للمجمع عدداً من اللجان والمراكز التي تتبلور جهودها في خدمة الكتاب والسنة، ومنها: الهيئة العليا للمجمع، والمجلس العلمي للمجمع، واللجنة العلمية لمراجعة المصحف الشريف، ولجنة الاشراف على التسجيلات، ومركز الترجمات، ومركز البحوث والدراسات الاسلامية، ومركز خدمة السنة والسيرة النبوية، ومركز الدراسات القرآنية.
وقد بلغ عدد زوار المجمع منذ افتتاحه الى نهاية شهر ربيع الآخر الماضي من العام الجازي 1424هـ حوالي مليوني وأربعمائة ألف مسلم ومسلمة من مختلف بلدان العالم، جاءوا ليشاهدوا هذا الصرح الاسلامي الشامخ الذي يعتبر من الأعمال الجليلة التي قامت بها المملكة العربية السعودية لخدمة الاسلام والمسلمين.
|