عرفنا منذ أن أبحرنا في كتب الجغرافيا والتاريخ معنى كلمة «القرصنة» وهي أن هناك ثلة من الأشقياء واللصوص يعترضون السفن في البحار ويغيرون عليها ويسلبون ما فيها ولا يكتفون بذلك بل ربما تصل بهم هذه «اللصوصية» إلى قتل البحارة الأبرياء !!
أيضا هناك «قراصنة» الجو الذين يخطفون الطائرات ويروعون المسافرين ويهددون حياتهم بالخطر ولا أنسى أيضا قراصنة العقار وقراصنة الأسهم وهم أذكى القراصنة الذين يلعبونها «صح» وبسلم ومن غير «الترويع» والسرقة المكشوفة ولكن الهدف واحد وهو السيطرة على الأموال بالطرق المشروعة أو غيرها، لكن الذي لم يخطر ببالي قط هو ظهور قراصنة جدد على «الورق» وهذا النوع هم وللأسف من أغبى أنواع القراصنة في الدنيا كلها لأن أمرهم سينكشف وأساليبهم ستعرف اليوم أو غدا وهذا لا يغيب عن فطنة القراء!!
«القراصنة الجدد هؤلاء» هم فئة من القراء يستولون على مقالات آخرين سبق وأن نُشرت أو يسرقون في وضح النهار قصائد شعراء معروفين أو حتى غير معروفين ويقومون بإرسالها إلى الصحف لنشرها ثم تقع «الكارثة»!!
ان هذه الظاهرة «المشينة» التي تفشت مؤخراً في معظم الصحف هي دليل واضح على غباء هؤلاء الذين يعتقدون انهم سوف يمررون آلاعبيهم التي قد تفوت على مسؤولي صفحات القراء في الصحف الذين يتعاملون يومياً مع مئات القراء والمشاركات ولكنها لن تمر على أصحابها الذين كتبوها ونشرت لهم من قبل والأدهى والأمر من ذلك هو ان ترسل هذه المشاركات بأسماء قراء لا علاقة لهم بها لامن قريب او بعيد وإنما بصورة «كيدية» وهذا ما سوف يزيد الطين بلة، فالخلافات الشخصية بين الأصدقاء لا يجب ان تصل إلى أعمدة الصحف بسرقة أفكار ومقالات الآخرين.
صحيح أن هناك في عالم الكتابة ما يسمى ب «الاقتباس» وتوارد الخواطر في أي موضوع كان وكل يدلي بدلوه لكن ان يصل الأمر إلى «السرقة» وبالحرف الواحد ومن أول المقال إلى آخره مع اختلاف العنوان فقط فهذا هو الأمر المخجل حقاً !!
|