تحقيق محمد بن راكد العنزي محافظة طريف:
أمسكت بكتفه وهو منهمك في وضع ملابسه في الحقيبة وقالت له وسط صراخ أبنائها المتعاطفين معها «رجلي على رجلك»، نظر الزوج إليها برهة بعد ان أمعن في التفكير وقال لها مضطراً: أنا موافق، لكن هل جميع الرجال يفضلون السفر مع الأسر واصطحاب الزوجات والأبناء معهم في رحلاتهم؟
يقول: «سالم محمد»: بالتأكيد لا فأغلب الرجال لا يحب مرافقة النساء في السفر وذلك لأسباب هم يعرفونها جيدا، فالذي يأخذ زوجته معه فان ذلك يعني انه لن يستطيع الخروج وبحرية إلى الأماكن التي يذهب إليها معظم الشباب والتي تكثر وللأسف في خارج المملكة كالملاهي الليلية والمراقص وغيرها، ولو كان الرجل صادقاً بأنها مجرد نزهة بريئة فلماذا إذن يمانع في مرافقة زوجته معه، فعلى الأقل هي تعتبر الحصن المنيع له من الانحراف هناك في سلوكيات خاطئة، كما ان البعض يرى في خروجه مع زوجته انها مصاريف ليس لها داع وخاصة انه معروف عن المرأة أنها تحب التسوق من كل البلاد التي تزورها وذلك لتتباهى بها أمام صديقاتها ومعارفها على الرغم من ان بلادنا ولله الحمد يوجد بها أرقى المجمعات التجارية وتزخر محلاتها بالعديد من الأزياء والإكسسوارات العالمية، مما يرهق كاهل الزوج مادياً ويكبده خسائر لم يحسب لها حساباً.
ويطالب خالد مهل بألا يكون الزواج بالنسبة للزوجين كقفص حديدي بدون مفتاح أو كسجن عام لا يستطيع الرجل الفكاك منه، وإنما يجب ان يطغى التفاهم والمودة عليهما وان تكون الثقة بينهما كبيرة جدا، فالرجل طوال العام ينهض منذ الصباح الباكر ويذهب إلى العمل ولا يعود إلا بعد الظهيرة وهو في كامل الإرهاق حيث يجد منزله مليئاً بالصخب والضجيج من الأطفال، كما يستيقظ بعد العصر ليحضر طلبات المنزل والخروج بالأسرة إلى المجمعات والأسواق وغير ذلك من المشاق اليومية، ولذا فان هذه الإجازة ينبغي لها ان تكون أيضا إجازة له عن الأبناء والزوجة والمنزل، وهي فرصة أيضا للزوجين للابتعاد عن بعضهما البعض بحيث يتسنى لكل طرف التقاط أنفاسه والاشتياق للآخر وتحسين مستوى تعامله معه في الأيام القادمة بدلا من البقاء طيلة العام وجها لوجه.
وتخالفه الرأي أم فهد حيث تقول: هم يرون ان هذا حق من حقوقهم وعلينا ان نترك لهم الحبل على الغارب ليقوموا هم بجولة حول العالم للترويح والترفيه عن أنفسهم بينما نحن لا نزال نقبع في المنزل نكافح في تربية الأبناء ومراقبتهم ونحن اللواتي تعودن بسبب أننا «نساء» على الجلوس في المنزل طوال العام، بينما هؤلاء الرجال لهم أكثر من متنفس يذهبون إليه كالدوران في الشوارع بسياراتهم أو التسكع في الأسواق أو السهر في الاستراحات والمقاهي، فمن يا ترى هو الذي بحاجة لهذه الإجازة؟ هل هو الرجل بتلك المميزات التي ذكرتها أم المرأة التي تنتظر طوال العام اقتراب الإجازة للجلوس مع الزوج والسفر جنباً إلى جنب مع الأبناء فهي فرصة عظيمة للأسرة وليست للرجل فقط، فهذه تعد «أنانية» وبكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى؟
وتقول «أم عبدالله»: نحن النساء بالكاد نصبر على الهمس واللمز الذي يأتينا من معاشر الأزواج الذين يتبجحون أمامنا بما يشاهدونه في القنوات الفضائية من مطربات ومذيعات ويقارنون بيننا وبينهن مع ان الفارق ولله الحمد بيننا كبير سواء في الدين أو الأخلاق والعادات وكذلك الالتزام الذي هو شيء يجب ان يعتز به كل زوج، فكيف بالله عليكم تريدون لنا ان نسمح لهم بالسفر وحدهم إلى تلك البلاد ليشاهدوا هذه النساء على الطبيعة ثم يأتوا غير راضين أبداً عنا؟ فعلى الأقل عندما نكون معهم فسيكون تصرفهم فيه قليل من الاتزان ولن يتركونا وحدنا في الفنادق والشقق للدوران على «حل شعرهم» كما يقولون.
بينما يرى «سعود الرويلي» ان البعض يخجل جدا من مرافقة زوجته في كل مكان يذهب إليه وخاصة في تلك الأماكن التي يجد فيها نفس مواطنيه خوفا من ان يصادف أحداً من معارفه أو أصدقائه فيصبح على ألسنتهم وفرصة لهم للتعليق عليه في المجالس والاستراحات بحيث يتبجحون عليه بانه لا يملك الشخصية المستقلة وان زوجته هي المسيطرة عليه وهي التي توجهه، كما ان مرافقة الأسرة مع الرجل تجعله يتحمل مسؤولية كبيرة وكثير التفكير فيهم لو حصل لهم لا سمح الله حادث أو تعطلت بهم السيارة على تلك الخطوط الطويلة أو سرقت أموالهم أو فقد أحد صغاره في تلك البلاد التي يكاد يكون الأمن متوسطاً فيها.
وبرأيي فإن أفضل مكان يمكن أن تقضي الأسرة فيه أوقاتاً ممتعة وآمنة هو في ربوع بلادي حيث تقام كل عام المهرجانات السياحية.
|