* القدس المحتلة واشنطن نيويورك رويترز:
واصلت اسرائيل بناءالسياج الامني في الضفة الغربية رغم غضب الفلسطينيين وقسم كبير من المجتمع الدولي بما في ذلك انتقادات لاسرائيل من الامين العام للامم المتحدة بينما تعهد وزير الخارجية الامريكي كولن باول بمواصلة الضغط على اسرائيل في هذه المسألة على الرغم من ان الرئيس الامريكي تجاهل انتقاد السور لدى اجتماعه مع شارون الثلاثاء الماضي..وفشل الرئيس الامريكي جورج بوش خلال محادثات يوم الثلاثاء في اقناع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بوقف بناء ما تقول اسرائيل انه سياج امني بينما يصفه الفلسطينيون بأنه «سور برلين» وهو يقتطع مساحات شاسعة من اراضي الضفة الغربية ويضمها الى اسرائيل فضلا عن ضمه خزانات طبيعية للمياه الجوفية.
ويقول الفلسطينيون ان السياج يغتصب ارضا يريدونها ان تكون جزءا من دولتهم، وتقول الولايات المتحدة ان الجدار يمثل مشكلة لانه يمكن ان يزيد من صعوبةالحياة على الفلسطينيين ويفرض واقعا مسبقا على حدود الدولة الفلسطينية مستقبلا.
والقت المسألة بظلالها على اجتماع جديد بين وزير الامن الفلسطيني محمد دحلان ووزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز لمناقشة انسحابات للقوات الاسرائيلية من مدن اخرى في الضفة الغربية، وقال راديو الجيش الاسرائيلي ان الاجتماع عقد في القدس المحتلة.ويرى الفلسطينيون ان فشل الرئيس الامريكي في تغيير وجهة نظر شارون دليل على تساهل امريكا مع اسرائيل وعدم استعدادها لتحدي سياسات شارون التي يقولون إنها تقوض خطة «خارطة الطريق» للسلام في المنطقة المدعومة من واشنطن. واتهمت فصائل فلسطينية التزمت بالفعل بهدنة تجاوزت حتى الآن الشهر الولايات المتحدة واسرائيل بمحاولة اشعال حرب اهلية فلسطينية وهددوا باعادة النظرفي الهدنة.لكن بدا ان تعليقات باول وبوش يوم الاربعاء تهدف الى تخفيف خيبة امل للزعماء الفلسطينيين.
وقال باول لرويترز في مقابلة «سنواصل الالحاح على هذه المسألة، هناك مراحل انشاء اخرى قادمة... وهذا امر سيتعين مناقشته ونحن نسير للامام».
واضاف قائلا «اذا اقيم الجدار بطريقة تواصل التعدي على الارض الفلسطينية حتى ولو دفعت فيها تعويضات او بطريقة تجعل من الصعب المضي قدما في العناصرالاضافية لخريطة الطريق... فستكون هذه مشكلة».
ومن جانبه قال بوش ان اقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005 وهو الموعد المستهدف بموجب خطة سلام تدعمها الولايات المتحدة ما زال امرا «واقعيا».وقال للصحفيين «اعتقد اننا نحرز تقدما طيبا في فترة قصيرة من الزمن».
لكن مواصلة اسرائيل بناء السور الفاصل وهو حائط خرساني في بعض اجزائه وسياج من المجسات الالكترونية في اجزاء اخرى اثار غضب الفلسطينيين العاديين.وتعهد شارون بعد محادثات مع بوش امس الثلاثاء بمواصلة بناء السياج قائلا ان «الاسيجة الجيدة تعني علاقات جوار جيدة» لكن لا يبدو ان الجيران يوافقون على ذلك.
وقال المزارع احمد يوسف في شمال الضفة الغربية «اخذوا الارض كلها اشجارالزيتون والارض التي كانت مزروعة باشجار التين واللوز ولم يكن بوسعي شيء سوى البكاء».وفي منطقة قريبة وضعت الرافعات المجسات الالكترونية في حفرعميقة.وقال ناشطون ان نتيجة اجتماع بوش وشارون اظهرت ان كليهما ليس جادا بشأن السلام.
وقال عبد العزيز الرنتيسي القيادي البارز في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في قطاع غزة انه توجد مؤامرة بين «العقلية العدوانية» لاسرائيل والولايات المتحدة ضد امال واستقلال الفلسطينيين.
ويشير رد فعل الناشطين الى وجود متاعب في انتظار رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس الذي انتزع منهم تعهدا بالالتزام بالهدنة لمدة ثلاثة اشهر.وقال بوش بعد اجتماعه مع عباس في البيت الابيض يوم الجمعة الماضي ان السياج يجعل بناء الثقة بين الفلسطينيين واسرائيل امرا صعبا للغاية لكن بوشلم ينتقد شارون علانية عندما التقاه يوم الثلاثاء..
وفيما طالب الفلسطينيون باطلاق سراح السجناء ووقف أعمال البناء في المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية طالبت اسرائيل عباس بتفكيك جماعات النشطاء مثل حماس وحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين.وبدا بوش يوم الاربعاء مؤيدا لنهج شارون المتشدد ازاء الفصائل الفلسطينية ويقول الفلسطينيون ان عباس لايحظى بالتأييد السياسي ولا يمتلك الوسائل المادية لمواجهة الناشطين.وانتهج باول نهجا أكثر لينا، وقال «انه (عباس) سيفعل ذلك (تفكيك الجماعات) بأسلوب يتفق مع نهجه في هذا الصدد.. بأسلوب يحافظ على السلطة الفلسطينية موحدة خلف جهوده».
هذا وقد انضم الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان الى منتقدي السور الاسرائيلي وقال في مؤتمر صحفي «فيما يتعلق بمسألة السياج فإنني اعرف ان الحكمة التقليدية تقول ان الاسياج تساعد على علاقات جوار جيدة لكن ذلك اذا كنت تبني سياجا على ارضك المملوكة لك ولا تكدر حياة جارك».
|